مقتل القيادي في «حزب الله» مصطفى بدر الدين.. حقيقة أم إغلاق لملفات تحقيق؟

على مدى أربع سنوات كان القيادي البارز في حزب الله مصطفى بدر الدين المدعو «السيد ذو الفقار»، العقل المدبر لعمليات عسكرية ضد إسرائيل من لبنان والخارج وتمكن من تفادي الوقوع في أيدي حكومات عربية وغربية بالعمل في الخفاء.
«حزب الله» اللبناني أعلن اليوم الجمعة، مقتل القيادي بدر الدين خلال هجوم بسوريا، في عملية تعد أكبر ضربة إلى الجماعة منذ مقتل قائدها العسكري في 2008.
وبدر الدين (55 عاما) هو أحد كبار المسؤولين في «حزب الله»، ووفقا لتقييم للحكومة الأمريكية فقد كان مسؤولا عن العمليات العسكرية للحزب في سوريا حيث تقاتل الجماعة إلى جانب قوات حكومة الرئيس بشار الأسد.

بيان الحزب
وقال «حزب الله» في بيان، إن «بدر الدين قتل في هجوم إستهدف أحد قواعده قرب مطار دمشق»، مضيفاً أن «الحزب يجري تحقيقا لتحديد طبيعة الانفجار وأسبابه وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي».
وفي وقت سابق، قالت محطة تلفزيون «الميادين»، إن «بدر الدين» قتل في ضربة جوية إسرائيلية في سوريا، ولم يصدر تأكيد فوري من إسرائيل التي ضربت أهدافا لـ«حزب الله» داخل سوريا عدة مرات أثناء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.

تساؤلات محيرة
تضارب الأنباء حول مقتل «بدر الدين»، يفرض تساؤلات كثيرة حول الرواية الصحيحة لمقتله إن صح الخبر قتله، كما يدعو للتفكير في إعلان وفاته في هذا الوقت، هل كان هذا الإعلان لإغلاق ملف التحقيق معه في قضية «اغتيال الحريري»، خاصة بعدما وجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تدعمها الأمم المتحدة إلى بدر الدين تهمة التورط في إغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، ، وهل سيسمح «حزب الله» بأخذ عينات من الجثة للتأكد من هوية «بدر الدين» وإجراءات الفحوصات عليها؟
كما أن صدور حكم بالإعدام في الكويت على «بدر الدين» عن دوره في هجمات بالقنابل في 1983، وهروبه من السجن بعد الغزو العراقي الغاشم، يعزز فكرة إعلان وفاته لإغلاق كل الملفات المتعلقة بالقيادي الكبير في الحزب.
بعد مقتل عماد مغنية في دمشق، راجت معلومات حول توجه «حزب الله» والنظام السوري للتخلص من شخصيات ارتبطت أسماؤها بمقتل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، وبالفعل تم تصفية رستم غزالة رئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان خلفا لغازي كنعان الذي تمت تصفيته على يد النظام السوري، كذلك تم اغتيال سمير قنطار في دمشق واتهم «حزب الله» إسرائيل، وعندها قال محللون إنه لم يبق من القياديين الذين لهم علاقة باغتيال رفيق الحريري سوى مصطفى بدر الدين، فهل تمت تصفيته لإغلاق ملف خطير يتم تداوله في المحكمة الدولية لتحديد المسؤول عن اغتيال رفيق الحريري؟
السؤال حول حقيقة مقتل «بدر الدين» لايزال قائماً، يحتاج إلى إجابات قاطعة.. هل قتل «السيد ذو الفقار» فعلاً، أم انتقل للعيش في إيران أو روسيا أو ربما مكان آخر من العالم؟.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.