استنكر نواب مجلس الأمة استمرار الإيقاف الرياضي للكويت، وعبروا في تصريحات صحفية عن سخطهم وشدة أسفهم في أن يكون أبناء الكويت سبباً في إيقافها رياضياً وقتل أحلام شباب رياضيين، مطالبين في الوقت ذاته الحكومة بالتدخل وتطبيق القانون عن من تسبب في هذا الإيقاف.
مقرر لجنة الشباب والرياضة البرلمانية النائب الدكتور عبد الله الطريجي، أكد أن استمرار الإيقاف الرياضي لم يكن مفاجئا في ظل وجود من يحرض على بلده في المحافل الدولية، مشيرا إلى أن نتيجة التصويت تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن أحمد وطلال الفهد نجحا بامتياز في مهمتهما، لكنه نجاح بطعم الذل والخزي لأنه كان نجاحا شخصيا على حساب بلدهما التي أهلتهما إلى مناصب رياضية دولية حاكوا من خلالها المؤامرات ضد الكويت، وسعوا للإبقاء على الايقاف.
وقال الطريجي في تصريح صحافي، إن النتيجة الكارثية التي انتهى إليها تصويت «كونغرس الفيفا» باستمرار الإيقاف الرياضي تزعج كل كويتي غيور على بلده، ليس فقط لاستمرار الإيقاف الظالم المبني على أسس خاطئة، بل لأن الكويتيين ظنوا – ولو مؤقتا – أن من يقود الرياضة حاليا يمكن أن تكون لهم الغيرة نفسها على بلدهم، لكن هذه الشخصيات وقعت في شر أعمالها، وبرهنت لكل كويتي أن من يراهن على أن هذه الشخصيات يمكن أن تلعب دورا مهما في الكويت في مرحلة ما، فإنما يراهن على حصان خاسر، وبأن من فشل في إقناع الأشقاء والأصدقاء بإلغاء قرار الإيقاف الرياضي لن يكون قادرا على حمل أي مسؤولية تحتاجها الكويت في المستقبل.
وأضاف الطريجي، أن أحمد الفهد نجح في حشد 85 صوتا للشيخ سلمان بن ابراهيم في انتخابات الفيفا، وهو رقم كان كافيا لرفع الإيقاف، فأين هذه الأصوات؟، مؤكدا أن أحمد الفهد كان قادرا على لعب دور أهم لمصلحة بلده في معركة الايقاف، «لكن الطبع يغلب التطبع»، وما يكنه الفهد لبلده يظهر في مثل هذه المواقف التاريخية، وسيسجل التاريخ أن أحمد وطلال الفهد تخليا عن بلدهما وشباب الكويت، ومن يترجى منهما شيئا للوطن فهو واهم.
وقال الطريجي، إن من فشل في إلغاء قرار دولي يخص الرياضة ليس كفؤا لأي مناصب أو مهام يمكن أن تفيد بلده، مضيفا «ربما أن هذه القناعة موجودة لدى الكثيرين من أهل الكويت، لكنه ترسخت الآن أكثر من ذي قبل».
دعوة للإضطلاع
ودعا الطريجي الجمعية العمومية للأندية الرياضية إلى الإضطلاع بمسؤولياتها الوطنية تجاه من حرض ودلس وأن تدعو إلى اجتماع تصوت فيه على سحب الثقة من اتحاد كرة القدم الذي لم يعد يمثل الكويت للأسف، ليصار إلى انتخاب مجلس ادارة جديد ينتصر للكويت وقضاياها.
ورأى الطريجي، أن جهود الحكومة افتقدت إلى التنسيق المطلوب، ومع ذلك فإنها الآن مطالبة ببعض الإجراءات القانونية بحق من حرض ضد بلده، وليس أقلها إقالة من كانت لهم مواقف سلبية داخل الأندية الرياضية ولم يحترموا قوانين الدولة، مؤكدا أن عليها الانتصار للدستور والقانون ودولة المؤسسات، شاء من شاء وأبى من أبى، كاشفا عن أن لجنة الشباب والرياضة ستطلب من مجلس الأمة بحث هذا الموضوع بكل شفافية وبلا أي مجاملة، من أجل وضع النقاط على الحروف.
وتقدم الطريجي بالشكر إلى الوفد الشعبي وكل من كانت له مساهمات بيضاء في محاولة رفع الايقاف، مؤكدا ان هذه الجهود الخيرة لن ينساها الكويتيون الذي كانوا وما زالوا يدركون أننا نواجه مؤسسة رياضية دولية عصفت الرشاوى وقضايا الفساد بها.
مساهمة الأخوان
بدوره أعرب النائب فيصل الشايع عن اسفه لاستمرار ايقاف الرياضة الكويتية بعد التصويت عليها في الاتحاد الدولي لكرة القدم، مستنكرا في الوقت ذاته مساهمة الأخوان الفهد ومن معهم في هذا الامر.
جاء ذلك ردا على سؤال للنائب الشايع حول الوضع الرياضي في الكويت بعد نتيجة التصويت باستمرار ايقاف الرياضة الكويتية.
وقال الشايع أن من ساهم بإيقاف الكويت رياضيا زورا وبهتانا هم احمد وطلال الفهد ومن معهم بالكذب والتدليس وهم للأسف من يعتلي المناصب الرياضية بالكويت وبالخارج باسم الكويت وهم من كانا يفترض الدفاع عن بلدهم ولكن للأسف.
واتهم النائب الشايع الأخوان الفهد بالتحريض لاستمرار وقف الرياضة الكويتية من خلال رسائل موجه من اللجنة الأولمبية الكويتية واتحاد كرة القدم، مدعين فيها أن هناك تدخل حكومي، لافتا إلى أن غالبية أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم الكويتي أكدوا برسالة للاتحاد الدولي بخلاف ذلك.
وأضاف أن تصويت أحمد الفهد باللجنة التنفيذية جاء مع استمرار إيقاف الكويت والمحضر موثق ومنشور، فضلا عن تقرير الاتحاد الآسيوي المعد من قبل اللجنة القانونية التي يرأسها طلال الفهد يوصي باستمرار إيقاف الكويت، قائلاً هم من أوقفوا الرياضة الكويتية باسم الكويت وبسبب مناصبهم ويدعون بخلاف ذلك والكويت كلها تعلم مواقفهم المخزيه بحق بلدهم.
وطالب الشايع الأندية بمحاسبة ممثلهم بالاتحاد من كان موقفه سلبي بتقديم استقالته على الموقف المخزي للاتحاد، مطالبا الجمعية العمومية بحل الاتحاد وانتخاب مجلس ادارة همه رفع اسم الكويت عاليا، داعيا الحكومة الى محاسبة كل نادي لا يطبق القوانين حتى اذا وصل الى حل الاندية المخالفه وتعين مجالس مؤقتة لحين الدعوة للانتخابات.
وتمنى الشايع طرد كل من عمل ضد بلده وساعد على وقف الرياضة الكويتية من مناصبهم ومحاسبتهم وفقاً للقانون حتى ترجع الرياضة الكويتية الى عهدها السابق، مرددا «نريد رجالا يعملون لمصلحة الكويت ورفع راياتها عاليا تفكيرهم بالمصلحة العامة وليس مصالحهم الخاصة والمناصب».
تحالف ضد الكويت
النائب عبدالله المعيوف قال بدوره إن «دولتين خليجيتين ودول عربية تحالفت ضد الكويت واتحادات افريقية ابلغتنا عن تعليمات وجهت لهم بعدم التصويت معنا».
وأوضح المعيوف أن «لديه معلومات بأن الاخوين أحمد وطلال الفهد وحسين المسلم و فيصل الدخيل بذلوا جهودا كبيرة لاستمرار الايقاف، فهناك مؤامرة أحيكت ضد الكويت من أبنائها».
إجراءات حكومية
بدوره جدد النائب فيصل الدويسان مطالبته بتقديم من يعمل ضد مصلحة الرياضة في الكويت إلى المحاكمة، معربا عن أسفه الشديد لاستمرار إيقاف الرياضة الكويتية بعد التصويت عليها في الاتحاد الدولي لكرة القدم، مستنكراً في الوقت ذاته مساهمة عناصر كويتية نافذة في التأثير على التصويت باستمرار الإيقاف.
وقال الدويسان في تصريح «إن صح ما تردد عن تصويت الأخوان الفهد ضد مصلحة الكويت، وما صرح به الأشقاء العرب بأن الإتحاد الكويتي لكرة القدم صوت مع استمرار إيقاف النشاط الرياضي الكويتي، فيجب على الحكومة إتخاذ ما هو يلزم بحقهم حسب القانون في أسرع وقت».
وأضاف الدويسان «إن لم نسرع في إعادة الأمل لشبابنا في تحقيق طموحهم بمشاركة بلادهم في البطولات العالمية فلا خير فينا»، مطالبا بسرعة اتخاذ إجراءات دبلوماسية عاجلة لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
مؤامرة كبرى
في السياق ذاته أكد النائب فيصل الكندري أن الكويت تعرضت لمؤامرة كبرى وجريمة قادها من يدعون أنهم أبناؤها، مشيرا إلى أن الغدر الذي تعرضت إليه الكويت في التصويت على رفع الإيقاف جاء بمساهمة مباشرة ممن يدعون أنهم يحمون الرياضة ويذودون عنها ويرفعون إسمها.
وقال الكندري في تصريح صحفي «من غير المعقول أن تحصد الكويت 13 صوتاُ طلبوا رفع الإيقاف من أصل 205 يحق لهم التصويت بينما كان عدد المعترضين على رفع الإيقاف 176 صوتا»، متسائلاُ «عن الدور الأساسي لإتحاد الكرة في الكويت وتواصلها مع الاتحادات الأخرى، إضافة إلى دور متقلدي المناصب الرياضية الدولية من أبناء الكويت الذين من المفترض أن يوفروا حشداً للحق الكويتي».
وعبر الكندري عن أسفه على حال الرياضة قائلاُ «ماذنب شباب الكويت الذين عانوا الأمرين منذ بداية الإيقافات الرياضية التي استمرت لسنوات، مشيراً إلى أنه «من حق كل شاب أن يفرح بإنجاز وطنه الرياضي وإنجاز أقرانه في الملاعب»، موضحا أن «حالة الإحباط واليأس في الرياضة تستدعي اجتثاث مكامن الخلل والفساد».
وأضاف الكندري «لقد جال الوفد الرياضي النيابي على دول عديدة قبل اجتماع الفيفا لإيضاح الصورة لهم وحقيقة الإيقاف وأحقية الكويت في ممارسة دورها ولقد تلقوا وعودا كبيرة لكننا فوجئنا بالتصريحات التي أكدت لنا بأن ثمة من أقنع دولا عديدة بالتصويت لإبقاء الإيقاف والمحزن المخزي بأن من لعب هذا الدور هم من أبناء الكويت ممن يدعون في العلن بأنهم يعملون لصالح الوطن وهم في حقيقة الأمر يعملون ضده».
وطالب الكندري الحكومة بضرورة اتخاذ قرارات حازمة تعيد للكويت مكانتها الرياضية وتحرر الرياضة الكويتية من احتكار من سعى إلى خرابها مضيفا أن الأمور اليوم باتت واضحة بعدما سقطت الأقنعة وانكشفت المؤامرات وظهرت حقيقة الملف الذي شغل بال الكويتيين عموما والشارع الرياضي على وجه الخصوص.
أمر متوقع
بدوره وصف النائب راكان النصف قرار كونغرس الفيفا» باستمرار وقف نشاط كرة القدم الكويتية بالأمر المتوقع رغم جهود الوفد الشعبي الرياضي، مشيرا إلى الأخوين أحمد وطلال الفهد عمدا إلى توجيه التصويت ضد بلدهما بسبب مصالحهما ورغبتهما بالانتقام السياسي.
وقال النائب النصف في تصريح صحفي إن الجميع كان يعول على رفع الإيقاف الكروي لإعادة الروح إلى الرياضة الكويتية، وبالأخص إلى الشباب الذي أصبح ضحية صراعات الأسرة الحاكمة والسياسة، مضيفا «نبارك للأخوين أحمد وطلال الفهد نجاح مساعيهم باستمرار الوقف الرياضي وتدمير الرياضة الكويتية وهو وسام على صدورهما لا يقل شرفاً عن أوسمة سابقة حصلوا عليها من ضرب الكويت».
وحمل النصف وزير الإعلام وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود مسؤولية التأخر في العمل على تنفيذ خطة الإصلاح الرياضي، مشيراً إلى أن هذه الخارطة سمعنا بها منذ سنوات ولا لم نرى أي بوادر منها حتى اليوم.
ودعا النصف رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك إلى محاسبة كل من فشل في الملف الرياضي وتكليف من هو قادر على مواجهة الأخوين الفهد من أجل الكويت والشباب الرياضي وليس من أجل صراعات الأسرة.
القبس
قم بكتابة اول تعليق