الكويت تتجه شرقاً.. جولة المبارك الآسيوية فتحت آفاقاً جديدة

اختتم رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك والوفد الرسمي المرافق لسموه جولة اسيوية على 4 دول الأسبوع الماضي، استهدفت استكمال التوجه الكويتي نحو اسيا الواعدة وتعظيم الاستفادة من امكانات هذه الدول.
بدأت الجولة بزيارة بنغلادش، وانتهت بزيارة اليابان، وضمت مجموعة من الدول المتقدمة اقتصاديا التي لها خبرات متميزة في مجالات التعليم والصحة وتنوع الانشطة الاستثمارية والتطور التكنولوجي المتسارع.

تنوع الشركاء
اهتمام الكويت بالاتجاه شرقا؛ احتل حيزا كبيرا في السياسة الخارجية الكويتية، فقد قام سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بجولة آسيوية سابقة، عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء، بهدف تحقيق تنوع الشركاء والبدائل، خاصة ان مصالح الكويت النفطية تقع اساسا في شرقي وجنوبي اسيا، وحرصت الكويت على التواجد في المنظمات الاسيوية المختلفة.
واستضافت الكويت في اكتوبر 2012 مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي، تعبيرا عن اهتمامها بما تشكله قارة اسيا من بعد استراتيجيا وجغرافيا وتنمويا واستثماريا، وما حققته دولها في جذب الاستثمارات المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة.
كانت جولة المبارك استمرارا لتوجه الكويت شرقا بهدف الاستفادة من المشروعات القارية الاسيوية ومن امكانات هذه الدول.

اتفاقيات مهمة
فقد وقع الوفد برئاسة سمو الشيخ جابر المبارك في فيتنام مجموعة اتفاقيات مهمة ومذكرات تفاهم، ابرزها الاتفاقية الاطارية لتوسيع مصفاة ومشروع البتروكيماويات، الذي يفتح افاقا للنفط الكويتي في مجال التكرير والتصنيع وتوفير منفذ امن له.
كما التقى الوفد مع رؤساء الشركات الكبرى في كوريا الجنوبية لنقل الخبرات في المجالات المختلفة الى الكويت، وتم توقيع مذكرة تفاهم في مجال انشاء المدن الذكية، إضافة إلى بحث التعاون في مجال التعاون العسكري.
وفي اليابان تم طرح عدد من المشروعات الكبرى في اطار رؤية الكويت 2035 امام الشركات اليابانية ذات الخبرات العالية.

المصالح المشتركة
ومن المؤكد ان للكويت مصالح كبيرة في الاتجاه شرقا، حيث تؤكد الاحصاءات ان ثلث تجارة الكويت الخارجية مع اسيا. ولا يزال النفط يشكل عاملا حاسما في التوجه الكويتي نحو آسيا وعلى الكويت الاستفادة من هذا العامل، ولآسيا مصالح كبيرة في تأمين وصول النفط الكويتي اليها، وكذلك تأمين السوق الكويتي كمجال كبير لصادرتها الصناعية، وهذا يدفع باتجاه تعظيم المصالح المشتركة.
ولا بد ان تصب نتائج جولة المبارك في اتجاه ضرورة اعادة بحث مشروعات تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري، ومن اهمها مشروع شمالي الخليج العربي وبناء مدينة الحرير.
فمن الواضح ان آسيا هي قاطرة النمو الاقتصادي في القرن الـ21، ومن مصلحة الكويت الاستفادة من برامج التنمية الاسيوية لتطوير اداء المؤسسات المختلفة وتحسين الخدمات خاصة التعليم والصحة وتنويع مصادر الدخل.
وتاتي هذه الجولة لتتيح فرصا جديدة امام المصالح الكويتية من خلال الانضمام للتنظيمات والتكتلات الاقتصادية الآسيوية الواعدة، والاستفادة منها في التعامل الاقتصادي مع باقي دول العالم.

فرق عمل
المطلوب هو تشكيل فرق عمل كويتية متخصصة، تضم خبراء في مختلف التخصصات لدراسة وتقييم هذه الجولة، والبحث في الفرص التي لم تستثمر بعد ويمكن للكويت الاستفادة منها في التجارة الحرة، وتنويع الشركاء وزيادة الاستثمار والاستفادة من خبرات المنظمات الاسيوية في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والاسلحة الصغيرة، والعمل على توفير بيئة جاذبة للاستفادة من الاتفاقيات التي تم توقيعها على ارض الواقع، والعمل على سرعة انجاز مذكرات التفاهم، وتدريب اكبر عدد من الشباب الكويتي في مختلف المجالات في المراكز الاسيوية المتقدمة في مجالاتها المختلفة، والعمل على تذليل الصعاب التي تواجه تنفيذ هذه الاتفاقيات، والا تتحول الى اوراق ملفات المؤسسات المختلفة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.