قد تكون الألعاب السياسية التي يتقنونها أكثر من تلك المعتمدة في الألعاب الأولمبية، خطابهم “ديموغرافي” متغير يعتمد على موقع وجنسية منتسبيهم. فبعد توليهم السلطة في مصر أعلنوا تمسكهم بجميع معاهدات ما قبل الثورة، بما في ذلك “معاهدة كامب ديفيد”، بالمقابل هم أنفسهم في فلسطين المحتلة يعتبرون إسرائيل وأميركا ألد الخصوم!
وهم في فلسطين وغزة تحديداً “حبايب” إيران وصور قيادييهم يحتضنون القيادات الإيرانية تملأ المواقع الإلكترونية، وفي دول الخليج هم أعداء إيران اللدودون.
نعم، لقد أظهرت جماعة “الإخوان المسلمين” منذ تأسيسها ديناميكية ومرونة عالية في التعامل السياسي، وتمكنت من إثبات وجودها في المنطقة نظراً لإتقانها اللعب على المتناقضات.
وفي الكويت تحديداً، اضطرت “الجماعة” إلى إعلان استقلاليتها ونفي علاقتها مع “إخوان” الخارج نتيجة لموقف الحركة السلبي من الغزو العراقي عام 90.
وقبل أيام، تعالت أصوات قياديي الحركة في الكويت الرافضة لموجة الاعتقالات التي حصلت في دولة الإمارات والتي كان أغلبها لأصحاب هذا الفكر، معللين ذلك الرفض بضرورة التفات السلطة هناك لمطالب الشعب!
وهنا يأتي التساؤل الكبير الذي لا يوجه فقط إلى “الجماعة” بل ينتظر إجابة شافية من جميع مزدوجي الفكر من طائفيين وعنصريين وغيرهم. كيف لعاقل أن يقبل تدخلكم في شؤون الشقيقة الإمارات ورفضكم التدخل في شؤون الشقيقة السعودية؟! كيف لعاقل أن يقبل دعمكم لمطالبات الشعب الخليجي في الشقيقة الإمارات ورفضكم لمطالبات الشعب الخليجي في البحرين؟! وكيف لعاقل أن يقبل تبنيكم واستماتتكم لكونفيدرالية “حكومات” لا تمت بِصلة إلى الشعوب لا من قريب ولا من بعيد؟! كيف لعاقل الصمت عن ازدواجية معاييركم يا جماعة؟!
ختاماً، تحية إجلال لفريق المحامين الخليجيين الذين اجتمعوا للدفاع عن سجناء الرأي في الإمارات وبقية دول الخليج، فهذه هي الوحدة الحقيقية التي تستلهم قوتها من الشعوب الخليجية.
خربشة:
كل عام والجميع بخير بمناسبة حلول شهر رمضان وبالخصوص “الحكومة”.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق