وزير التربية: أزلنا الطائفية والقبلية من المناهج.. لكن لا نستطيع السيطرة على المدرس

كشف وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه التعليم في الكويت، منها التحديات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية، مبينا أن «الناس دائما يعتقدون أن تحسين مستوى التعليم متركز على وزارة التربية فقط، إلا أن الواقع يؤكد لنا أن العملية التعليمية مسألة مشتركة ما بين وزارة التربية والمدرسة وأولياء الأمور والمجتمع كله».

وتابع العيسى خلال الندوة التي نظمتها كتلة الوحدة الدستورية «كود» مساء أمس بحضور وزير العدل وزير الاوقاف يعقوب الصانع، والدكتور عيسى الانصاري، «اننا لا نبرىء النظام التعليمي، فنحن كصناع قرار يجب أن نواجه التحديات التي تواجه التعليم بالتعاون مع الحكومة والمشرعين والمجتمع»، لافتا إلى أن «الوزارة في بعض الأحيان تضع سياسة معينة تحاول من خلالها النهوض بالتعليم لكنها تكون غير متفقة مع المجلس التشريعي، فنضطر أن نغيرها».

وأشار العيسى إلى أنه قبل أن يستلم الوزارة «كان يوجد فيها نهج طائفي وقبلي، ونهج يدعو إلى العنف، وقد كان من هذا النهج موجود في المناهج، وحاولنا إزالة كل ذلك، لكننا لا نستطيع أن نسيطر على المدرس سواء في قاعة الدرس أو خارجها، وفي المخيمات الكشفية أو برامج التدريب، وقد كان على وزارة التربية أن تراقب كل هذه المواقع لعدم إبراز الطائفية والقبلية».

وتابع «فور استلامنا للوزارة كان معظم المدرسين غير مدربين على استخذام التقنية الحديثة في توصيل المعلومة، وقد اتفقنا مع شركة مايكروسوفت لتدريب المدرسين لتوصيل المعلومة عن طريق التابلت، لكننا وجدنا أن بعض المدرسين ضد هذه الفكرة بسبب تعودهم على الطريقة التقليدية في التعليم، هناك أناس صعب عليهم التغيير لأن التغيير يحتاج الكثير من الجهد لمواكبة التطور، إلى درجة أن بعضهم لا يريد استلام التابلت»، مستطردا بقوله: نحن في الوزارة مستعدون دائماً لمواكبة التطور، لكن التعليم قضية تحتاج إلى وقت، فنحن لا نبني عمارة، بل نبني إنسانا، وقطار التنمية دائماً في مقدمته التعليم والذي يهيء له أن يسير بأمن وأمان وتحقيق نتائج حقيقية.

ولفت العيسى إلى وجود تشريعات تعوق التطوير في التعليم، مبينا أنه «اليوم «أمس» في مجلس الوزراء قد وافقنا على مشروع الجامعات الحكومية، وقد كان من أحد بنود هذا المشروع هو فصل جامعة الكويت عن جامعة الشدادية، لكن مع الأسف وجدنا أن بعض القياديين في الدولة غير مقتنعين بهذا الفصل».

وبين العيسى أن «الطاقة الاستيعابية لجامعة الكويت تستطيع أن تغطي 25 ألف طالب بينما ما هو موجود الآن فوق هذه الطاقة الاستيعابية حيث يبلغ عدد الطلبة في الجامعة اليوم ما يقارب 38 ألف، وبالتالي لا يمكننا أن نحسن مستوى التعليم، طالما هناك تكدس في كليات كثيرة خصوصا في كليتي التربية والشريعة».

وبين العيسى أن «مطبخ المعلمين (كلية التربية في جامعة الكويت وكلية التربية الأساسية في التطبيقي) يفترض أن يكون في كلتا الكليتين النخبة من الطلاب لتعليم أولادنا، لكن ما يحصل أن الكليات العلمية الأخرى تختار ما تحتاجه الطلبة والبقية يتكدسون في التربية والشريعة والكليات الأخرى»، مبينا أنه «ما يقارب النصف من مجموع من يذهب إلى كلية التربية ليست لديهم الرغبة في التدريس»، مشيرا إلى أن «أغلب من يدخلون كلية التربية يتجهون إلى التخصصات السهلة كالاجتماعيات ورياض الأطفال والاقتصاد المنزلي، وهذه التخصصات لدينا تشبع فيها، في المقابل لدينا نقص في تخصصات الرياضيات والعلوم والفيزياء وهذا يضطرنا إلى أن نستقطب معلمين من خارج الكويت»، مبينا أن هناك تكدس إداري في إدارات وزارة التربية بسبب بعض المدرسين الذين تحولوا إلى هذه الإدارات نتيجة لتقريرهم الضعيف في التدريس.

وأشار العيسى إلى أنه «وبسبب هذه المشكلة في الطاقة الاستيعابية نفكر أن تكون كلية التربية كما هو موجود في كثير من المجتمعات المتطورة في التعليم أن تقدم هذه الكلية فقط درجة الماجستير أو الدكتوراه».

وتابع العيسى «لقد عملنا اتفاقية مع البنك الدولي لمدة 5 سنوات، وقد مضى على هذه الاتفاقية عامين حتى الآن، وقد غيرنا المناهج، وحاليا سنتفق مع إحدى المؤسسات الناشرة لتضع المنهج الذي وضعنا فيه الكفاءات المطلوبة، وأيضا المعايير التي تتضمن تحسين البيئة المدرسية، بالإضافة إلى تدريب المدرسين وإعطائهم رخصة من خلال تقديم امتحان سنوي لهم».

وأضاف «كما نسعى إلى وضع السياسات التعليمية التي تشتمل التخطيط للبرامج والانشطة وما يتعلق بالموارد المالية وتحسين البيئة المدرسية»، مبيناً أنه من المفترض أن نتلمس نتائج هذه الخطة الخمسية خلال 12 سنة قادمة حتى نستشعر التغيير الشامل».

وحول ظاهرة الغش المنتشرة في الامتحانات، أكد العيسى أن «هناك تطور تكنولوجي في استخدام وسائل الغش التي نكتشفها في كل عام، وقد كانت آخر تقليعة أن وضع أحد الطلبة سماعة صغيرة في فمه وعند دخوله إلى قاعة الامتحان يضعها في أذنه، وهذه السماعة تتميز بأنها لا يمكن استخراجها إلا بالملقط أو المغناطيس، ويكون معه بطاقة أشبه ببطاقة Credit Card، ومن يخرج من الامتحان مبكرا ينشر الأسئلة، وقد يكون مستقبل الأسئلة من خارج الكويت ليرسل له الاجابة»، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك حالات عديدة لا يمكن أن نكتشفها، مشيرا إلى أن «الغش يحدث بشكل كبير في مراكز تعليم الكبار، والمدارس الخاصة خصوصاً العربية منها، وهؤلاء مع الأسف بعضهم يعتبر قضية الغش حق بالنسبة له، فمن الممكن أن يتجادل مع المراقب ويقول له هذا حقي، وللأسف استخدام الوسائل الحديثة في الغش ليست متوقفة على المدارس فقط بل هي موجودة في الجامعة وأصبحت تنافس المرحلة الثانوية».

وحول قضية الدروس الخصوصية، قال العيسى إن «وزارة التربية وضعت للطلبة دروس تقوية بعد الظهر لكن الإقبال عليها ضعيف جداً، وهذا بسبب أن الطلبة يفضلون أن تكون الدروس في البيت أو في المقاهي»، مبينا بقوله: ليس لدينا قانون يمنع الدروس الخصوصية، إلا إذا كان مدرس بالتربية فبإمكاننا أن نتعامل معه، لافتا إلى أن معظم من يعطي الدروس الخصوصيه هم من خارج المنظومة التربوية.

من جهته، قال المستشار الثقافي السابق في القاهرة الأستاذ في كلية التربية الأساسية د.عيسى الأنصاري: مرّ على تاريخ وزارة التربية تميز قيادي، وتميز وزراء من داخل وخارج الجسم التربوي وطرحوا ما لديهم بإبداع، كم من القيادات المستمر والمتميز وحرص الدولة مع الحضور الملفت للنظر مسابقات على مستوى الخليج والوطن العربي نجد أن المدرس والإداري والمشروع الكويتي يحصلون على جوائز متميزة، ورغم ذلك فنحن في المرتبة الأخيرة على مستوى الخليج.

وأكد الأنصاري على ضرورة الشراكة الاجتماعية في دعم مشاريع الاصلاح، مبينا «لا توجد دولة اعتقدت أن وزارة التربية مسؤولة عن الإصلاح، فوزارة التربية في الحقيقة هي جزء من المنظومة للإصلاح والذي تشارك فيه كافة المؤسسات، أعتقد أن وزارة التربية «كثر الله خيرها»، إذا استمرت في قيامها بثلاث مشاريع رئيسية وهي: الكفايات مع البنك الدولي، مركز تطوير التعليم، ومسايرة خطة التنمية».

ولفت الأنصاري إلى أن «ولي الأمر بدأ يفقد ثقته في المدارس الحكومية والدليل وجود 50 ألف طالب وطالبة يتجهون سنوياً إلى التعليم الخاص والنسبة في تزايد»، مبينا أن المدارس الخاصة ليست أفضل من المدارس الحكومية، مشيرا إلى أن «ولي الأمر يتحمل تكاليف غريبة بسبب نظام ليس له ذنب فيه، وأطفالنا اليوم يستغرقون 8 ساعات في المدرسة ثم يكملون يومهم في الدروس الخصوصية حتى فقدوا طفولتهم بسبب هذا النظام في التدريس».

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.