جدد سفير المملكة المتحدة لدى دولة الكويت فرانك بيكر تأكيده على عمق ومتانة العلاقات الكويتية – البريطانية التي وصفها بالتاريخية، مشيرا في الوقت نفسه الى ان العلاقة بين البلدين هي خاصة وفريدة والكل يعرف مدى قوتها ومتانتها.
وقال السفير بيكر في المؤتمر الصحافي الذي تخلله حفل القريش نظمته السفارة البريطانية للعام الثالث على التوالي في مركز التأشيرات في بناية البنوان ان العلاقات الكويتية – البريطانية التاريخية ساهمت في فتح جميع مجالات التعاون ومن ضمنها التبادل التجاري، حيث ان العلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين هي جزء من تلك العلاقة المميزة والخاصة بين البلدين، وخصوصا ان شعبي البلدين ومنذ القدم لديهما تاريخ واسع وخبرة كبيرة في مجال التجارة والاستثمار، وهي ليست جديدة عليهم كما يعتقد البعض.
وأشار بيكر الى ان حجم التبادل التجاري والاقتصادي السنوي بين البلدين يصل الى عدة مليارات من الدولارات، حيث نما حجم الاستثمار البريطاني في الكويت الى %25 مقارنة مع العام الماضي، في حين شهدت الصادرات الكويتية الى بريطانيا انتعاشا ونموا ايجابيا خلال الفترة الماضية، مضيفا ان رئيس الوزراء البريطاني قام بتوقيع عدة معاهدات أقتصادية أثناء زيارته للكويت في شهر فبراير الماضي ساهمت في توسيع قاعدة الاستثمار والتبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين الى 4 مليارات سنويا.
واكد بيكر استعداد بريطانيا لتقديم الدعم الذي تحتاجه دولة الكويت في تنفيذ خطتها التنموية وتحويل الكويت لمركز تجاري ومالي عالمي وذلك من خلال الخبرات والمهارات التي يتمتعون بها، مشيرا في الوقت نفسه ان حجم الاستثمار الخاص من قبل المواطنين الكويتيين في بريطانيا كبير وملموس جدا وخاصة في العاصمة لندن.
3000 طالب
وأشار الى ان عدد الطلبة الكويتيين الدارسين في المملكة المتحدة يتراوح ما بين 2500-3000 وعدد آخر مماثل منهم ممن يدرسون على نفقتهم الخاصة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تقديم الطلبات مبكراً لأن من شأنه ان يستغرق وقتاً قليلاً لاجراء طلبات الحصول على التأشيرة وفي حالة عدم تثبيت المراجع لموعد مسبق عبر الانترنت من أجل الحصول على فيزا السفر من مركز التأشيرات البريطاني، سينتهي به المطاف اما بالرجوع والعودة مرة أخرى بموعد جديد أو تقديم طلبه من أجل الحصول عليها.
وأوضح بيكر ان المقررات الدراسية للطلبة الدارسين بالمملكة المتحدة خلال هذا العام صارمة جداً وفي حالة عدم وجودهم خلال الأسبوع الأول من الفصل الدراسي، فانه لا يسمح لهم بمواصلة دراستهم.
وأضاف من المهم جداً للراغبين في الدراسة بالمملكة المتحدة تقديم طلباتهم مسبقاً حيث يستقبل مكتب التأشيرات جميع الطلبات خلال شهري يوليو وأغسطس، لافتاً الى أنه من المحتمل ان تبدأ الجامعات في المملكة المتحدة دوراتهم الدراسية خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر وكلما أسرعنا في الحصول على الطلبات كان ذلك أفضل.
جامعة بريطانية
وكشف بيكر عن ان بريطانيا بصدد افتتاح الجامعة البريطانية على غرار الجامعات الأجنبية الموجودة حالية في الكويت خلال العام القادم، لافتا أنهم يعملون على قدم وساق لافتتاح هذه الجامعة والتي كان من المفترض افتتاحها العام الحالي.
ورداّ على سؤال حول الشكاوى بشأن رفض طلبات المتقدمين، قال بالنسبة للمتقدمين الكويتيين فانه يتم اصدار تأشيرات دخول في غضون 48 ساعة من وقت استلامها وهذا ما ينطبق على الغالبية العظمى، مبيناً ان عددا ضئيلا جدا من الطلبات يتم رفضها وهي أقل من %5، مؤكدا في الوقت نفسه ان المتقدمين للتأشيرات يحظون بنفس المعاملة والمساواة، الا ان الاجراءات بالنسبة للمواطنين الكويتيين تختلف في النهاية باعتبارهم الأساس والأولوية لهم، وأنه سفير لبريطانيا لدولة الكويت فقط، وباقي الجنسيات يتم التعامل معهم من خلال الاجراءات المتبعة في بلدانهم الأصلية.
البدون
وفيما يتعلق بالبدون، قال ان لديهم جوازات سفر خاصة وهي تختلف عن جوازات السفر الكويتية، لافتاً الى ان قواعد الهجرة بالمملكة المتحدة واضحة حيث انها لا تحدد حاملي جوازات المادة «17» ولكن يتعين استيفاء المتقدمين الراغبين الحصول على التأشيرة بغض النظر عن جنسياتهم لقواعد الهجرة.
ومن جانبها، أشارت رئيسة قسم التأشيرات في السفارة البريطانية سارة كيركوب الى الجهود الحثيثة التي يبذلها قسم التأشيرات للتعامل مع طلبات المتقدمين على نحو سريع، معربة عن سعادتها وترحيب بلادها للطلاب الكوتيين الدارسين في المملكة.
وسلطت كيركوب في السياق ذاته الضوء على أهمية زيارة موقع مكتب التأشيرات حيث يتضمن كافة الوثائق المطلوبة، مستدركة بالقول «طالما ان الطالب يحصل على شهادة موافقة من المؤسسة التعليمية مرفقة بالوثائق المطلوبة، فينبغي لنا ألا يكون لدينا مشكلة في حصول الطلبة على تأشيراتهم في الوقت المناسب».
لا نقبل إغلاق هرمز
وبعيدا عن الشأن المحلي، وحول التهديدات الايرانية الأخيرة المتعلقة بأغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية، أكد بيكر ان بريطانيا لاتقبل ولا ترضي أبدا ان تقوم أي دولة في العالم بأغلاق أي ممرات دولية أمام الملاحة الدولية سواء كانت تلك الممرات مائية أو جوية، وأضاف ان على ايران ان تعي أن هناك سفنا حربية بريطانية ترابط في منطقة الخليج مع السفن الحربية الامريكية، لافتا الى أنهم ينطلقون من قواعد القانون الدولي المتعلق بالملاحة الذي هو قانون واضح وصريح ويمنع ان يكون لأي دولة في العالم الحق في أغلاق الممرات المائية في وجه حركة وتنقل الملاحة الدولية، قائلا «نحن واضحون حول هذه المسألة، والايرانيون يعون لذلك.
أما بالنسبة لاجتماعات 5+1 الخاصة بالملف النووي الايراني، فأكد السفير بيكر انه على الرغم من ان المحادثات الأخيرة التي عقدت في أسطنبول لم تجر كما كنا نريد ولم تحرز أي تقدم نتمناه، الا أننا في النهاية لانزال نحتوي هذه القضية التي نتشارك بها مع مجلس الأمن والمجتمع الدولي حول ضرورة توقيع ايران على كل المعاهدات المتعلقة بملفها النووي التي من شأنها فتح منشآتها أمام مفتشي وكالة الطاقة الدولية، ونحن مستمرون في الضغط على النظام الايراني بقوة حتى يأتوا الى طاولة المفاوضات ويناقشوا هذا الملف بجدية، ولكن يجب ان نعي ان أفضل طريقة لحل هذه لقضية يكون من خلال الجهود الدبلوماسية والضغط الدولي من أجل الأستمرار في احتواء الايرانيين.
الأزمة السورية
أما بخصوص أشراك ايران كطرف لحل الأزمة في سورية، قال السفير بيكر: نحن سنكون مفاجأون اذا لم يتباحث المبعوث العربي والدولي كوفي أنان مع دول المنطقة، لأنه لايمكن عزل سورية عن محيطها، وخصوصا في ظل أنخراط الدول العربية بشكل كبير وجدي في المباحثات التي تجرى لوضع الحلول المناسبة، وفي نفس الوقت نحن ندعم جهود أنان الذي يسعي جاهدا لايجاد طريق لأنهاء العنف وحقن دماء السوريين، والقرارات التي أتخذها أخيرا تحظى بدعم منا، لأن الهدف الرئيسي الحالي بالنسبة لنا ولشركائنا الذين تحدثنا معهم هو ايجاد الحلول لمعاناة الشعب السوري، ونحن كنا صريحين في وجهة نظرنا وموقفنا بأن نظام الأسد وصل الى نهايته ولايوجد له مكان في مستقبل سورية.
وحول إدانة وزير الخارجية البريطاني للتفجير الأخير الذي وقع في دمشق وأدى الى مقتل وزير الدفاع ومعاون نائب الرئيس السوري ونائب وزير الدفاع أكد السفير بيكر ان ما قاله وزير الخارجية كان صريحا وواضحا وهو إدانة كل أنواع العنف، ولايهم من يحمل ذلك العنف، وأشار ان بريطانيا تدين العنف في سورية الذي يمارس من قبل الجهتين، وأن أفضل تحرك لحل الأزمة هو بالدبلوماسية من خلال تحرك المجتمع الدولي ومجلس الأمن تحت البند السابع، لافتا الى ان بريطانيا إدانة العملية الإرهابية التي وقعت أخيرا في بلغاريا وأدت الى مقتل سياح اسرائيليين، لأن العنف ليس حلا لأي قضية.
أما بخصوص الاتفاق حول إدخال الملف السوري تحت الفصل السابع، قال السفير بيكر: نحن نؤيد هذه الفكرة، لأن الحكومة البريطانية ترى ان حل هذه الملف هو من واجبات مجلس الأمن والمجتمع الدولي على اعتبار ان مايحدث في سورية هو تهديد صريح ومباشر لاستقرار الأمن العالمي والدولي يتطلب أخضاع الملف للفصل السابع، ولكن للأسف هذا لم يحدث بسبب موقف عضوين دائمين في مجلس الأمن يرون ان الوقت لم يحن لذلك، وأضاف ان هاتين الدولتين اذا استمرتا في موقفهما وعدم ايمانهما بأن مايحدث في سوري يهدد الأمن الدولي، فعليكم ان تسألونهم لماذا؟!!.
وقف العنف في سورية
وحول فعالية وجدية عقد مؤتمرات لأصدقاء سورية في ظل غياب نظام دمشق وسورية والصين، أكد السفير بيكر ان مايهم حاليا هو وقف العنف وسفك الدماء في سورية، باعتباره هو الواقع المرير في هذه الأزمة، وأضاف ان رفض النظام الحضور لتلك الاجتماعات هو أمر يعنيه في المقام الأول، وأن النظام يجب ان يعي أنه لايستطيع التمسك بشعبه كرهينة بعيدا عن اطار المجتمع الدولي.
وأكد بيكر ان المجتمع الدولي يريد وضع نهاية للعنف الذي يجري في سورية من قبل نظام دمشق الذي يقتل ويسفك دماء الأبرياء، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة وأهمية ان يستمر المجتمع الدولي في مباحثاته ونقاشاته وخصوصا بين دول الخليج والمجموعة العربية بالاضافة الى تركيا أما بشأن وجهة نظره بالديموقراطيات التي شهدتها بعض الدول بعد الربيع العربي، قال السفير بيكر: الحركة التي قام بها شعوب تلك الدول كانت التعبير عن رغباتهم تجاه حكوماتهم، وفي النهاية الشعوب قالت كلمتها وأختارت حكوماتهم المنتخبة بطريقة ديمقرطية، وهذه شيء جيد، ونحن ندعم دائم بأن يكون للناس حكومات تعتمد على الشعب وتحترم رغباته، ومستعدون لتقديم الدعم المطلوب لتلك الشعوب اذا احتاجوا لنا.
وحول أستعدادات بريطانيا لحماية الأولمبياد ضد الهجمات الارهابية، قال السفير بيكر: يجب ان ندرك ان الأرهاب أصبح يهدد كل دول العالم، حيث لايمر يوم بدون ان نسمع أو نقرأ عن عمليات ارهابية تستهدف الابرياء وهو واقع محزن، والمعلومات الاستخباراتية التي لدينا لاتشير أو تتوقع حدوث هجمات أرهابية، ولكن لدينا التزام بحماية هذا التجمع الدولي من أي مخاطر، وهو حال بالنسبة لكل الدول التي استضافة كل الأولمبياد التي جرت في السابق، ولكن في النهاية نحن نعيش واقعا حزيناً لأن الارهاب دائم يهدد أمن ولستقرر كل المناسبات المهمة سواء كانت سياسية أو دولية حتى رياضية وتقدم السفير بيكر بأحر التهاني والتبريكات للشعب الكويتي والأمة الاسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، متمنيا الأمن ولأستقرار لكل شعوب المنطقة والعالم في هذا الشهر الكريم، قائلا «مبارك عليكم الشهر».
قم بكتابة اول تعليق