طارق ادريس: هيئة الطيران المدني ولمصلحة من مهاجمة الكويتية

لقد ابرز المؤتمر الصحافي الاخير لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية خفايا كثيرة عما تتعرض له هذه المؤسسة الوطنية التي يقارب عمرها ال¯ 60 عاما, لقد وضع مسؤولو المؤسسة النقاط على الحروف, وكم كنا بحاجة الى برنامج اعلامي بالتعاون مع كل وسائل الاعلام وخصوصا المرئي والمقروء منها لابراز دور المؤسسة في مواجهة هذا الهجوم الشرس وغير المنطقي وغير العادل ويبقى تفاؤلنا قائما بعد ان ألمحت مصادر حكومية بأهمية اتخاذ قرار سياسي عاجل لانقاذ طائر النورس وفي اعتقادي ان انشاء هيئة عامة للطيران المدني والتجاري مستقلة بنظام الخصخصة لدعم الطيران التجاري الكويتي بشركاته الوطنية المختلفة وعلى رأسها الكويتية هو احد المخارج لانقاذ “الكويتية”. ومن واقع مؤتمر المؤسسة الصحافي يتضح لنا ان كثرة الحديث في الايام الماضية عن رحلة الكويتية رقم 785 الى جدة وتسبح الحكايات الخيالية عما جرى للطائرة التي تعرضت للخطر كما اوردت هذه الخيالات من قصص وحكايات وذلك الهجوم الاعلامي الشرس والذي لم يسبق له مثيل متناسين الرمز الوطني الذي يحمل اسم دولة الكويت طوال 60 عاما في كل المطارات الدولية والعالمية. لقد كان العطل كما سمعنا وقرأنا من قائد الطائرة ومن بعض المهندسين المتخصصين عما حدث تماما وكيف نجحت جهود قائدها في سلامة الرحلة والطائرة وركابها بالطبع هذا التجريح الذي تعرضت له المؤسسة الوطنية وقيادتها وكذلك طياروها ومهندسوها من البعض بالتأكيد لا يمت للحقيقة وهو بالتأكيد انتقام وتجريح بينما الحقيقة اقولها بكل شجاعة ان هذه المؤسسة الوطنية ورجالها وطاقمها الفني والهندسي والاداري هم احرص من الجميع على سمعتها ومكانتها العالمية التي جعلت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية من ابرز شركات الطيران في العالم, وكم تربعت “الكويتية” على عرض التميز قبل ان تمارس النوايا الخبيثة في تعطيل نجاحاتها وخصوصا سياسي من نواب مجلس الامة وتحديدا منذ عام 1996 بتعطيل ميزانياتها التشغيلية واليوم وبعد هدوء العاصفة اضع امام القراء والمسؤولين بالدولة تقريرا عالميا من منظمة عالمية تصدر احصائية شهرية عن الطائرات التي توقفت محركاتها او احدها اثناء التحليق بالطبع هذه الاحصائية تبين عشرات من طائرات النقل العالمية التي تعرضت لفقد محركاتها خلال شهر مايو ويونيو ويوليو ومنها رحلة جدة رقم “785” طراز ارباص 300 وتتناول هذه الاحصائية اهمية وكيفية هبوط الطائرة سواء هبوطها بسلام او تعرضها للهبوط الاضطراري ويكشف هذا التقرير العالمي بأن رحلة جدة هبطت بشكل امن وبسلام ولم تتعرض سلامة المسافرين على متنها للخطر بينما تبين احصائية اخرى تعرض شركات وطنية خليجية لفقدان طائرات احد محركاتها اكثر من 26 مرة في عام 2010 وكذلك تعرض شركة اخرى خليجية للخلل نفسه 18 مرة بينما الكويتية في ذلك التقرير لم تتعرض لهذه المشكلة الا مرتين في الفترة نفسها والسؤال لماذا الكويتية فقط هي التي تتعرض لمثل هذا الهجوم العنيف. نعم الكويتية تاريخها التشغيلي نظيف عالميا لانها على مستوى عال في تطبيق درجات واشتراطات السلامة والصيانة على اسطولها الجوي وتعد اكثر الطائرات العالمية امنا وسلامة في العالم.
“الكويتية” تتمتع بكفاءة عالية لرجالها الطيارين ومهندسيها وخدماتها الارضية والجوية والصيانة ونحن نقول رغم كل العراقيل التي تواجهها المؤسسة العريقة فاننا نتمنى ان تواجه المؤسسة هذه المظالم باقتدار كما عهدناها لمواجهة التحدي والوصول الى بر الامان عبر خطة التخصيص التي تمر بها ويبقى ان نقول لكل من هاجم “الكويتية” يكفيها فخرا وقدرا بانها مؤسسة تواجه العراقيل من خلال تمويل نفسها ذاتيا على العكس من شركات الطيران الخليجية والعالمية ونقول بان الافراج عن ميزانيات الكويتية من اجل عودتها الى الطريق الامن هو اقصر الطرق بغض النظر عن الحرب التي تتعرض لها المؤسسة للاسف من نواب مجلس الامة او بعضهم واكبر هذه الاعتراضات التي واجهتها “الكويتية” عام 2009 عندما فشلت في انجاز عقدها مع الافكو لتزويدها بعدد من الطائرات بسبب تدخل هؤلاء الاعضاء ورفض التصديق على تمويل المشروع لذلك تدفع الكويتية اليوم خطأ هؤلاء النواب لتواجه مصيرها والتصدي لمثل هذا الهجوم والتشويه المتعمد للنيل من اصرار اخواننا مسؤولي الموسسة والقائمين عليها لذلك نقول نحن نضع ايدينا ورأينا المناصر لهذه المؤسسة العريقة ورجالها وخبراتها الوطنية الرائدة منذ اكثر من 60 عاما في خدمة المسافرين عبر كل محطات العالم ويبقى طائر النورس باذن الله رافعا رأسه وجناحيه ليؤكد ان الكويتية لن تقهر وستظل تقطع عنان السماء وتعود كسابق عهدها افضل شركة طيران عالمية تحمل اسم الكويت عاليا واعلموا ان شهادتي للتاريخ والحقيقة.
كاتب كويتي
mesaha_lelwaqt@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.