محمد العبدالجادر: رهان «تغيير» الخطاب السياسي

نعيش رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية، ونحن نتمنى أن يكون بالخير واليمن والبركات، ولكن واقع الحال يقول إننا نعيش فترات عصيبة، ومتغيرات كبيرة على المنطقة، وتظل الكويت، وهي دولة صغيرة أسيرة الجغرافيا، لاهية وغارقة في الشأن المحلي، والأشهر القليلة الماضية شهدت انتخابات 2012، وأفرزت المجلس النيابي الذي ألغي بموجب حكم المحكمة الدستورية، وأعيد مجلس 2009، وألغيت الانتخابات والمجلس وما ترتب عليه من اثار بسبب الأخطاء التي شابت المراسيم الصادرة بحل المجلس، والتي حذّرنا منها، وكذلك مجموعة من المختصين.

وما زلت أتذكر جيداً في قراءة واقعية بشأن فترة ما بعد الانتخابات والنتائج والطعون الانتخابية، وخلال ندوة طلابية عقدت في مدينة مانشستر في 7 مارس 2012، تحدثت وقلت «إن هنالك أحكام محكمة دستورية ستغير من مسار العمل السياسي في الكويت»، مستشرفاً حكم المحكمة. وقد علق عليها البعض، آنذاك، وانتقدها، وأشار إليها البعض في محض افتراء بمعرفتي المسبقة بالحكم! رغم أن هذا الرأي كان في بدايات الطعون، وقبل أن تتبلور الرؤية.

المجلس الماضي بذور «حله» كانت موجودة، وتصرفات أعضائه كانت تدل على ذلك، حيث كانت اللغة السائدة لغة انتخابية، وانتقدنا خطاب «الكراهية» لدى البعض، وكنا نتمنى أن تصدر الحكومة قوانين تعارض هذا النوع من الخطاب الإقصائي، فئوي منه أو طائفي أو قبلي، والآن ونحن مقبلون على أعتاب مرحلة جديدة انتخابية، فلا بد من بلورة رؤية لتغيير الخطاب السياسي الذي يصر عليه البعض، ولا بد للقوى الوطنية الحية أن تضع في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية والمشكلات التي نتعرض إليها يومياً، وأهمها الأمن الاجتماعي الذي سينعكس على الأمن السياسي، ومراعاة الوضع الاقتصادي المعتمد على مورد قابل للنضوب، وأوضاع الشباب الخريجين والتعليم الجامعي وفرص العمل والإسكان وأوضاع المرأة وتردي الخدمات، خطاب سياسي معتدل يراعي تطبيق دولة القانون واحترام «الدستور» ومدنية الدولة وعدم إعطاء الفرصة للتطرف، أياً كان نوعية من تسيد الساحة السياسية، هذا هو الرهان المستحق.

***

• أثناء الإجازة الصيفية، انتقل إلى رحمة الله العديد من الشخصيات البارزة، منهم العم جاسم القطامي الرمز الوطني الشامخ، والمناضل عبدالمحسن الدويسان، ورجل الاقتصاد سالم النصف، نتمنى أن تتم تسمية شوارع ومدارس باسم هذا الجيل الذي أعطى للكويت، وبنى وساهم، رحمهم الله جميعاً.

د. محمد عبدالله العبدالجادر
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.