طالب سعد الحوطي، نجم منتخبنا الوطني لكرة القدم في العصر الذهبي، اللاعبين المرشحين للخضوع لتجربة احترافية في صفوف نادي نوتنغهام فوريست الانكليزي، بضرورة التمسك بتلك الفرصة القيمة، التي ربما لا تتكرر لأي منهم في الفترة المقبلة، داعياً الجميع إلى التحلي بالصبر والمثابرة والالتزام التام بجميع التعليمات الفنية والتكتيكية، وهو ما سيكون مفتاح النجاح للجميع.
وتمنى الحوطي لو حصل لاعبو جيله على مثل هذه الفرص، مشيراً إلى انه المجال الأفضل من كل النواحي سواء من خلال الجوانب المادية أو الحصول على شهرة عالمية على أعلى مستوى، إلى جانب اكتساب خبرات جديدة بجميع أمور الحياة العملية، بالإضافة إلى الاحتكاك الفني بنجوم على مستوى مميز وهو ما يصقل المواهب المحلية.
كما أكد الحوطي ان ملاعبنا زاخرة بالمواهب المميزة والقادرة على التواجد بأقوى دوريات العالم، لا سيما بعد نجاح لاعبين خليجيين في هذا المجال، مثل الحارس العماني علي الحبسي الذي اثبت نفسه في الدوري الانلكيزي الممتاز، حيث نجح في اكتساب ثقة الجهاز الفني لفريقه الحالي ويغان عن جدارة واستحقاق وقبله بولتون.
وقال: هذا الامر لم يأت بسهولة، اذ صبر الحبسي كثيرا وخاض فترة انتقالية مع احد الاندية النرويجية، إلى ان وصل ليكون الحارس الأساسي لناديه، وذلك كان نتيجة للالتزام التام والتركيز الكبير في كرة القدم فقط دون أي من الأمور الأخرى التي من شأنها إفساد تلك الفرص.
وأشار الحوطي إلى ان تجارب مشابهة للاعبين مصريين نجحوا في الدوريات الأوروبية، وذلك لمنحهم الفرصة منذ الصغر، ومنهم محمد زيدان المتألق في الدوري الألماني، بالإضافة إلى ستيفان شعراوي الايطالي المصري الأصل ولاعب ميلان وقبلهما ميدو.
دور مهم للأندية
وشدد الحوطي على ضرورة ان تعد الأندية المحلية لاعبيها المحليين منذ الصغر بالشكل الصحيح، وذلك ببث روح الالتزام وبنائهم البناء البدني والفني الصحيح، وذلك لتأهيلهم بالشكل الأفضل لخوض مثل هذه التجارب حال الحصول عليها، لا سيما ان اللاعبين الكبار يبقون اقل فرصاً للنجاح في الدوريات الأوروبية، حيث يكون قد نشأ في جو غير احترافي، سواء من خلال الالتزام بالتعليمات الفنية أو بمواعيد التدريب أو على اقل تقدير بأوقات النوم، وهو ما يبقى احد أهم العوامل في نجاح اللاعبين.
وبين أن معدل أعمار استمرار لاعبينا في الملاعب المحلية قليل جداً مقارنة ببعض الدول الأخرى، وذلك بسبب التنشئة غير الصحيحة التي نشأوا عليها بانديتهم.
وأوصى الحوطي بضرورة عدم الضغط على لاعبي المراحل السنية من خلال كثرة المسابقات التي يشاركون بها في الموسم الواحد، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة الاكتفاء بمسابقتين فقط لهؤلاء اللاعبين، وذلك لمزيد من التركيز ولعدم تشتيت أذهانهم، خاصة في ظل ارتباطهم بالدراسة في وقت المسابقات نفسها.
خطوة جريئة للحساوي
وعن تجربة فواز الحساوي بشراء نادي نوتنغهام ومدى نجاح تلك التجربة، أكد الحوطي أن الحساوي من التجار المميزين الذين إذا أقدموا على مثل هذه التجربة فإنه سيكون دارسها بشكل جيد من خلال مستشارية.
وتوقع الحوطي بنجاح تجربة الحساوي التي وصفها بـ«الخطوة الجريئة»، خاصة ان لديه من الخبرات في المجال الرياضي ما يؤهله لقيادة الفريق نحو مستقبل جيد.
وأوضح الحوطي أن أول تحديات الحساوي في المرحلة الحالية سيكون كيفية إعادة النادي إلى الدوري الانكليزي الممتاز، ومن ثم الدخول في أجواء
المنافسات القوية في البطولة الأغلى في العالم.
إنشاء أكاديمية محلية
دعا الحوطي، الحساوي إلى ضرورة إنشاء أكاديمية محلية لنوتنغهام في البلاد وذلك لاستقطاب الناشئين المميزين وتأهيلهم بالشكل الصحيح في حال أراد الاستعانة بلاعبين محليين بالفريق، وهو ما سيكون فرصة لدخول اللاعبين الخليجيين ضمن بؤرة اهتمام مختلف الأندية في الدوريات الأوروبية.
«فلوس زايدة»
بيّن الحوطي أن جميع أنظمة المسابقات بالدول الخليجية لا تؤهل لاعبيها لخوض تجارب احترافية ناجحة، ويبقى نجاح أي لاعب في مثل هذه التجارب بمنزلة جهد فردي بحت وهو ما يتضح من تجربة الحبسي، خصوصاً في ظل فشل العديد من اللاعبين في وقت سابق في خوض تجارب احتراف بأوروبا، حيث لم يتحمل هؤلاء اللاعبون الضغط.
وقال الحوطي: يمارس اللاعبون الخليجيون عاداتهم نفسها ويتحكم الجانب المزاجي أحيانا في تصرفاتهم داخل الملعب وخارجه، وهو ما يبقى مرفوضاً بشدة في الدوريات العالمية.
وأضاف: مسابقاتنا المحلية على مستوى المنطقة تفتقد ابسط معاني الاحتراف وذلك سواء من خلال الملاعب أو التحكيم وحتى نوعية المحترفين الذين يتم جلبهم للأندية المختلفة وإنما نستطيع وصف ما يحدث بدورياتنا الخليجية بـ «الفلوس الزايدة» التي ننفقها في غير محلها.
رئيس الهيئة يشيد بتجربة الحوطي
استقبل اللواء متقاعد فيصل الجزاف رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة، لاعب كرة القدم السابق والمحلل الرياضي سعد الحوطي.
وأشاد الجزاف بتجربة سعد الحوطي وجيله لما قدموه من انجازات كروية تعتبر قدوة للأجيال الحالية والمستقبلية في البذل والعطاء ونكران الذات من أجل رفع اسم الكويت عاليا في المحافل المحلية والدولية.
وقدم الحوطي كتابه الذي صدر اخيرا تحت عنوان «تجربتي لمن بعدي»، حيث نوه رئيس الهيئة بأهمية تمليك الجيل الحالي من الرياضيين التجارب السابقة، واتخاذها نبراساً يقتدى به ويستفاد من مصلحة الحركة الرياضية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص.
قم بكتابة اول تعليق