احمد الصبيح: الأغذية والإعلام

استطيع ان اقول باطمئنان تام، وعن قناعة كاملة، اننا، ككويتيين، نفخر، من ضمن ما نفخر به، باعلامنا المحلي، سواء المرئي منه او المقروء او المسموع، ولعل ما يثلج الصدر حقا وجود كفاءات وطنية اصبحت تمثل العمود الفقري لمنظومة هذا الاعلام الذي بات يعتمد عليه ويشار اليه. ويكفي ان اعلامنا ظل نابضا في احلك الازمات التي مر بها وطننا الحبيب، خلال الغزو العراقي الغاشم، وكان بحق احدى ادوات تحريره من براثن الاحتلال. وما من شك في ان على اعلامنا ان يبقى يقظا في حالة السلم كما كان عند الازمات، ذلك لان هناك من يسعى لان ينال منا بشكل او بآخر، ونحن نربأ باعلامنا الوطني ان يكون وسيلة يمتطيها مثل هذا الذي يتربص بنا وبجبهتنا الداخلية. ومن بين الامور التي يجب الانتباه لها والحذر عند التعامل معها مسألة الاغذية، لاسيما المستورد منها، وبالطبع فان هذا الانتباه وذلك الحذر لا يعنيان ان يكون هناك تستر على فساد هنا، او هناك، فنحن نريد من اعلامنا الوطني ان يكون شريكا لنا في مواجهة الفساد والمفسدين، ولكن ما اعنيه هو ضرورة تحري الدقة في التعامل مع قضية الاغذية، لكونها تمس صحة كل مواطن ومقيم على هذه الارض الطيبة.
اننا نبذل جهودا مخلصة، خصوصا في التعامل مع هذه القضية، ونطبق القانون بحزم وحسم، فلا كبير او صغير امامه، ولا استثناء مهما كان صغيرا، ولا تفريط على الاطلاق في تطبيق القانون، ولا ابتعاء قيد انملة.
لكن ورغم هذا فاننا لم ولن نصل الى درجة الكمال الذي هو لله وحده وكل ما نطلبه من اعلامنا توخي الحذر عند التعامل مع قضية الاغذية والتأكد من المعلومة قبل تمريرها للمواطن او المقيم، خصوصا ان الامر يتصل باغلى ما يملك الانسان، واعني صحته، ولذلك لا اجد مبررا على الاطلاق لاستخدام مصطلحات مثل «صرح مصدر مسؤول» او «نما الى علمنا» او ما شابه، فالاشاعات على صعيد التعامل مع هذه القضية قد تتسبب في مشكلات مدمرة او في بلبة نحن في غنى عنها، وانني شخصيا وكافة المسؤولين المعنيين في البلدية مستعدون تماما لتوضيح الامور ووضع النقاط على الحروف بشفافية كاملة ومصداقية عاهدنا الله تعالى ان تكون نهجا لنا.
وختاما اقول لاخواني الاعلاميين: يدنا في ايديكم وجهدنا يحتاج الى دعمكم ونحن واياكم في سفينة واحدة ووجهتنا واحدة ولا بد من ان نتعاون لنصل بهذه السفينة الى بر الامان فكلنا شركاء من اجل وطن يستحق منا ذلك لكي نحميه من اي اشاعة مغرضة قد يكون وراءها فاسد او جاهل او حاقد.. والله من وراء القصد.
٭٭٭
كل عام وانتم بخير، اقولها مباركا بها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله على كويتنا الحبيبة وقيادتنا السياسية الرشيدة وشعبنا الكريم وكل من يعيش على هذه الارض الطيبة باليمن والخير والبركات.

مدير عام بلدية الكويت
أحمد الصبيح
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.