«أبلغني بعض الأخوة في صباح الناصر أن هناك نية لإقامة مسرحية في مسرح تنمية المجتمع وأن صحة الأخبار فإننا نحمل وزير الشؤون مسئولية هذا التصرف»..
هذه العبارة هي للنائب مبارك الوعلان، وقد وردت على حسابه في «تويتر».
بداية.. لابد من التنويه إلى أن الأخطاء اللغوية الواردة في التغريدة هي من المصدر وليست مني، أما من حيث الموضوع، فلو أن مبارك الوعلان اعترض على إقامة المسرحية، لكونها مخلّة بالآداب، أو لأنها تخدش الحياء لكان الأمر مفهوماً، لكن أن يكون اعتراض الوعلان فقط لأن المسرحية مقامة في منطقة صباح الناصر، فهذا هو ما يستحق التوقف. هل يظن الوعلان أن منطقة صباح الناصر تتمتع بحكم ذاتي مثلاً، أو أنها تستعد لإعلان الاستقلال لتكون لها قوانينها الخاصة بها؟!
لا أعتقد أن مبارك الوعلان اطلع على مضمون المسرحية ووجد فيها ما يخدش الحياء أو يخالف العادات والتقاليد، ولكن ربما مشكلة المسرحية الوحيدة أن أحد ممثليها أحمد إيراج، الذي هو بالنسبة إلى الوعلان «مكروهة وجابت بنت»، فوفق منطق الوعلان، كيف يتجرأ إيراج وهو من أصول إيرانية أن يمثل في منطقة صباح الناصر؟ فمنطقة صباح الناصر بالنسبة إلى الوعلان «خط أحمر»، وهو حامي حماها والمدافع عن عاداتها وتقاليدها، ولا يدخلها إلا من يرضى عنه. ولعل أنسب رد على تصريح الوعلان هو ما انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الرد الفكاهي الافتراضي لإيراج «يفكر أنا فيه خوف، أنا ما فيه خوف».. فهكذا تصريح يلزمه هكذا تعليق.
وبما أن الفزعة وثقافة «يا عقالي» هما السائدتان، فمن المتوقع أن تتضامن كتلة الأغلبية مع النائب الوعلان، وتصدر بيانا شديد اللهجة عالي السقف، ترفع فيه جرياً على عادتها شعار «إلا صباح الناصر». ولأن شر البلية ما يضحك، فإن أحدهم كتب منافحاً عن موقف الوعلان من المسرحية بالقول بأن إيران وإسرائيل تقفان خلف عرض المسرحية في صباح الناصر، لأنهما تسعيان لإفساد أخلاق أبناء المنطقة.
وبما أن الوعلان يريد أن يلعب دور البطل الهمام، فهو يحمّل وزير الشؤون مسؤولية الكارثة الأخلاقية التي ستحل بمجتمع دولة «صباح الناصر» المستقلة في حال عرض المسرحية، مع أن الكل يعلم بأنها مجرد أيام ويصبح الوعلان نائبا سابقا، ولكن «هذا لزوم الشيء أعلاه»، فما يقوم به الوعلان هو «عرض مسرحي» أكثر من المسرحية نفسها، وذلك لزوم الانتخابات المقبلة.
بعد تصريح بدر الزمان والنائب الهمام مبارك الوعلان.. هل أدركتم في أي زمن تعيس نعيش؟
كلمة أخيرة: نوجه الشكر لوزير التربية وزير التعليم العالي د.نايف الحجرف على ما قام به من جهود في سبيل تسهيل قبول 100 من الطلاب البدون الفائقين في جامعة الكويت. وإن كانت هذه الخطوة نقلة نوعية في تعامل جامعة الكويت مع الطلاب البدون، فإنها تظل خطوة منقوصة، فلايزال هناك الكثيرون من الفائقين البدون محرومين من هذا الحق الإنساني، لذا نأمل من الوزير الحجرف إتمام جهده المشكور في إيجاد مقاعد دراسية لبقية الطلاب البدون في الجامعات الخاصة.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق