قبل حلول شهر رمضان الكريم علينا أصبحنا نسمع أصواتاً منفرة من أبواق كثيرة تتحدث باسم الأمة وتكاثرت تلك الأصوات والتصريحات مع بداية شهر رمضان وزادت لغة الوعيد والأمر من تلك الأفواه مع بداية التشكيل الوزاري الذي بالأساس لم يتغير منه إلا القليل، ومن هذا وذاك تعالت الأصوات وكثرت الاجتماعات في الدواوين وأصبح الكل يكتب باسم الأمة، فتارة نقرأ مواثيق، وتارة أخرى نسمع بيانات، وجميعها كتبت حروفها وسطورها بصيغة الأمر، والسؤال هنا: أنتم يا من زعمتم أنكم صوت الأمة من أعطاكم الحق في الأمر والنهي في مصير الأمة؟
تلك هي قضيتنا التي تكون حكمتها وقضاؤها في اثنين لا ثالث لهما، فمصيرنا بيد الله عز وجل ومن تحمل مصيرنا ومسيرتنا هو صاحب السمو الأمير، أما أنتم فلم تكونوا ولن تكونوا أصواتنا والمتحكمين في مصائر أمتنا، من هنا تبدأ قضيتنا التي كلمات أحكامها لا نقاش فيها ولا محاورات ولا مواثيق ولا بيانات كاذبة، فالأمير هو ولي أمر الشعب، والشعب هو المجتمع، ومن ذلك القانون إذا طبق يسكت الكثير ممن ينادون بأسمائنا بل أصبحوا يأمرون والأمر ليس لهم بل بأيدي والدنا وقائدنا أمير البلاد المفدى، تلك هي وحدتنا الوطنية، وذلك ما ترعرعنا عليه «أولي الأمر»، عفوا يا من تنادون باسم الأمة ألم تتعلموا من مبادئ الإسلام معنى «أولي الأمر»، ام أصبحت الديموقراطية والحرية تجعلكم تتناسون مبادئ إسلامنا فليس بجديد عليكم أن تتناسوا كما تناسيتم مواد دستوركم.
بالأمس القريب وعدت الكثير بأنني سأذكر من أخص، ولكن عندما بدأت بكتابة مقالتي وجدت أن ما أريد أخصه ليس بمفرده هو من يريد أن يصبح صاحب القرار في مجتمعنا بل وجدت الكثير أصبحوا يريدون أن يرتدوا عباءة القرار من منطلق «باسم الأمة»، فعذرا لمن واعدتهم فإنني لن أذكر أسماء لأنني وجدت الأفواه كثرت في تملك القرار وأصبح الكثير منهم يفتقد معنى «من هو صاحب القرار؟».
كلمة وما تنرد: إلى تلك النفوس الضعيفة التي تريد أن تكون صاحبة القرار أتمنى أن ترجعوا إلى دستورنا ونخص منه الفصلين الأول والثاني من الباب الرابع «وايد بيفيدكم قبل كتابة بيانات ومواثيق»، وسلامتكم.
Atach_hoti@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق