صالح الغنام: تعلموا واعملوا “2”

يوم أمس, ذكرت أن المؤزمين ليس بأيديهم شيئ, وهم لا يمسكون على السلطة من زلة, سوى حساسيتها من انتقادات “الخارج” وخشيتها من ردود الفعل الدولية إن هم نزلوا للشارع. وقد أكدت, ومازلت أؤكد أن مسألة تطويق تداعيات نزول المؤزمين للشارع, وحصرها في أضيق النطاقات والحدود, أمر سهل وقابل للتطبيق, وشخصيا, كتبت عشرات المقالات التي تتضمن أفكارا عملية تصب كلها في هذا الجانب, وقد أخذ ببعضها مشكورا وزير الإعلام السابق الشيخ حمد جابر العلي, ولكن للأسف لم يستمر الرجل في منصبه. وهاأنذا أعود لأذكر بأهمية تسويق الكويت عالميا وتسليط الأضواء على ديمقراطيتها وحياة الرفاه التي يعيشها شعبها. وحقيقة لا أدري ما سبب امتناع سفارات الكويت عن القيام بهذا الدور الحيوي, خصوصا سفاراتنا في الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن, وفي أوروبا والدول المؤثرة!
طنطنت كثيرا لشعار “تجهيز الدوا قبل الفلعة” وكتبت عن أهمية استضافة وسائل الإعلام العالمية وتزويد مراسليها بنسخ مترجمة من الدستور الكويتي, واستكتاب الكتاب الغربيين, وإشراك المحللين السياسيين العالميين بالشأن الداخلي, والاطلاع على آرائهم حيال التأزيم الذي يتكرر من مجموعة بعينها. كتبت عن هذا وما هو أكثر من هذا, ولكن… لا تعليق! المهم, قبل أيام, نقلت إحدى الصحف ما كتبه السفير البريطاني لدى الكويت فرانك بيكر في مدونته الشخصية, ويسعدني أن أقتطف لكم بعض ما كتبه السفير: “المحكمة العليا في أميركا أيدت قانون الرئيس أوباما للرعاية الصحية, وعندما يتعلق الأمر بالآراء, فإن السياسيين سيفسرون القوانين وفقا لما يخدمهم, ولكن في النموذج الأميركي, فإن جميع الأطراف قبلوا بأحكام القضاء”.
ويصف السفير بيكر الكويت قائلا: “تبقى الكويت مكانا رائعا للسياسة, حيث يتيح إعلامها الحر الفرصة لسماع كل الأصوات, كما أن حرية التجمع الممنوحة للشعب, تماثل ما يحدث في بريطانيا”. وفي ما يخص إبطال مرسوم الحل يقول بيكر: “يكمن دور المحكمة في اتخاذ القرارات, والتي يجب على جميع الأطراف تقبلها حتما”. ويختم محذرا: “في وسط هذه الأجواء السياسية الصاخبة, من المهم أن نتذكر أن سيادة القانون فوق الجميع, حتى لو لم تأت القرارات كما نهوى, وإلا سيكون البديل هو الفوضى السياسية”… (انتهى كلام السفير), وهذا ما كنت أعنيه تحديدا حين قلت بضرورة إشراك الساسة في مختلف دول العالم والسفراء بالحراك الدائر في الكويت. لو كان في السلطة من يهتم ويتابع, لاستثمر بذكاء ما كتبه السفير بيكر, ولصنع منه ومن أقوال أقرانه السفراء حراكا إعلاميا يكشف للعالم أجمع حقيقة الصخب المصطنع الذي يجري في الكويت!

salehpen@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.