احمد المليفي: رؤية شبابية مختلفة

البيان الموقع من 1072 شابا وشابة لا اقول عنه بأنه رؤية شبابية كويتية جديدة، وانما هي رؤية قديمة ظلت حبيسة في الصدور او متداولة في الاماكن المغلقة. كنا نسمعها من الكثيرين في زياراتنا الخاصة للدواوين وحتى في الاسواق والجمعيات. الكثير من اهل الكويت من رجال ونساء شباب وشيبان غير مرتاحين للوضع ومعترضين على كيفية التعاطي مع امورنا السياسية. وكنا دائما نقول بأن هناك اغلبية تمثل رأيا آخر ولها تصور مختلف في معالجة قضايانا، ولكنها تقف موقفا سلبيا من الاحداث وآن لها ان تتحرك وتظهر رأيها الآخر.
البيان الموقع من الشباب لا يمثل فقط موقعيه لا من حيث عددهم ولا من حيث شريحتهم. بل يمثل عددا اكبر بكثير من هذا. كما يمثل شرائح متعددة من المجتمع. والميزة التي تميز هذا البيان عن غيره مع الاحترام لجميع الآراء الاخرى ولا يملك احد ان يحجر عليها او يسفه اصحابها، بأن هذا البيان انطلق بعيدا عن التحزب السياسي والقبلي والطائفي. انطلق بجهود فردية اختيارية غير مدفوعة بأمر حزبي او عاطفة قبلية او طائفية.
هذا البيان يمثل حراكا فكريا على الساحة السياسية التي تكاد تكون مختطفة لرأي واحد حارب بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لاقصاء الآخرين. منها التهديد وبعضها وصل الى حد التشهير والطعن بكل مخالف وتوزيع صكوك الوطنية وصحف اتهام الخيانة لكل معارض، ترهيبا من ارتفاع الصوت الآخر لتفريغ الساحة من اي صوت آخر لا يتفق مع الصوت العالي والرأي الاوحد الذي يدعون، وحاولوا ايهام الآخرين بأنهم صوت الاغلبية.
تأتي اهمية البيان في هذا الوقت والدولة تمر بمرحلة مخاض سياسي يحتاج الى كثير من التعديلات والعمليات الجراحية لاعادة الوجه المشرق لوطننا الحبيب بعد ان عبث فيه من عبث، ولديموقراطيتنا الجميلة بعد ان شوهتها بعض الممارسات المنحرفة. ليعيد التوازن بالرأي ويضع امام متخذي القرار الرأي والرأي الآخر لتتخذ قراراتنا المصيرية برؤية شاملة بعيدة عن التشنج والضغط.
المهم الا نقف عند هذا البيان ويجب ان يتبعه عمل جاد متواصل لنصل بالكويت الى بر الامان بسواعد وايد وطنية مخلصة تستطيع ان تشكل الكوكبة الواعية لقيادة شبابية منتظرة تحمل مفهوما مختلفا لكيفية ادارة شؤون البلاد والتعامل مع العباد.
المصدر جريدة النهار

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.