أعود إلى تحرير التعليق الصحافي في هذا العمود «السايرزم» بعد انقطاع قسري بسبب انشغالي بالبرنامج التلفزيوني الوثائقي «كشاف الخليج» والذي قمت خلاله بزيارة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للحديث عن المواضع التاريخية فيها بهدف التعرف عليها والكشف عن العمق الحضاري لمجتمعات هذه المنطقة العربية.
لقد عمد النظام العالمي القديم إلى الحد من تأثير منطقة الخليج في محيطها العربي وجعل مراكز النفوذ والقيادة في حوزة النظم الانقلابية التي خضعت لحكم العسكر الذين نجحوا في قيادة المنطقة نحو الفوضى وعدم الاستقرار واستنزاف الطاقات. ومع مرور الوقت وعلى أثر انهيار النظام العالمي القديم برز الدور القيادي للمنظومة الخليجية.
أشير إلى أن هذا الثقل الخليجي المشهود اليوم على الساحة العربية لم يكن وليد اللحظة الراهنة أو نتيجة للثراء النفطي بل هو ثقل تاريخي قديم تشكل مع تشكل هذه الساحة الكبيرة، أي منذ الفتوحات الإسلامية التي مثلت القبائل العربية خزانها البشري.
ان الموقع الاستراتيجي لهذا الإقليم ونجاح دوله في المحافظة على الاستقرار والتنمية بقيادة الحكم الرشيد فيها يجعلان منه مركزا صلبا ونافعا للعالم العربي بأسره. فلا عجب من قيامه باستعادة دوره القيادي القديم.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق