وصفت عضو مجلس الأمة الدكتورة معصومة المبارك مصر بأنها قلب العالم العربي لكنها رفضت في الوقت نفسه أن يكون هذا القلب «إخوانيا» وقالت بأنه من الخطأ الفادح الاعتقاد بأن من يتكلم عن الاخوان فإنما يتحدث عن مصر وشددت على ضرورة الفصل الحازم والجازم والسريع جدا.
وتمنت الدكتورة المبارك وهي في الأساس أستاذة للعلوم السياسية في جامعة الكويت أن تستمر العلاقات الكويتية المصرية متميزة ونموذجية كما كانت دوماً لكنها قالت بأن اللون الرمادي في التعامل مطلوب خلال المرحلة المقبلة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، مشيرة إلى أن التخوف هو من عدم تجذر الديموقراطية في مصر لأن تغير الرؤساء في البلدان العريقة ديموقراطيا لا يؤدي إلى انقلاب على صعيد السياسات الخارجية.
وبدت الدكتورة معصومة مؤيدة لعلاقات مصرية إيرانية وقالت بأنه من الممكن أن تخدم هذه العلاقات الواقع الإيراني الخليجي وصولاً إلى مرحلة التقاط الأنفاس لهدف بناء علاقات جيدة في المنطقة.
وحذرت الدكتورة المبارك من تعاظم دور الاخوان في الكويت ورأت أن شهيتهم زادت إلى السلطة ورفضت وبشكل قاطع محاولاتهم ضرب النظام الذي ارتضاه الشعب والنيل من الدستور الذي تعاقد عليه الكويتيون وهنا التفاصيل.
< هل تعتقدي بأن للتخوف الخليجي من مستقبل العلاقات مع مصر ما يبرره؟ - عندما يأتي الرؤساء في الأنظمة الديموقراطية الحقيقية والمتجذرة إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع ويتغير الرؤساء من حزب إلى آخر فإن هذا بالتأكيد لا يؤدي إلي انقلاب في السياسة الخارجية للدول وهذه السياسة فيها ثوابت ومبادئ راسخة لا تتغير بتغير الأشخاص أو الأحزاب الذين يصلون إلى السلطة لكن قد يكون هناك شيء طفيف من التغيير لكن تبقى هذه السياسة مستقرة بشكل كبير ولا يحدث فيها انحراف. لا لقلب اخواني < تقصدين أن في مصر الآن ديموقراطية لكنها ليست متجذرة؟ - نعم ليست متجذرة فالرئيس المصري وصل فعلاً عن طريق صناديق الاقتراع وكان هناك تأمل بطي صفحة من عدم الاستقرار على صعيد العلاقات الداخلية والخارجية وعلينا أن نعي أن مصر هي قلب العالم العربي ولن تستقيم الأمور إذا ما ابتعدت مصر عن العالم العربي أو إذا ما ابتعد العالم العربي عن مصر، فهناك ارتباط أساسي وعضوي في هذه العلاقات المصرية العربية، أما بالنسبة لبلدان الخليج فدائما في الغالب الأعم علاقاتها مع مصر حميمة قائمة على الاحترام والمصلحة المتبادلة اللهم إلا في استثناءات وفترات بسيطة تتسم بشيء من الفتور مع بعض الدول سرعان ما يزول والدليل أن حجم استثمارات دول الخليج في مصر دائما الأعلى مقارنة بالدول العربية الأخرى، إذن من مصلحة مصر وبلدان مجلس التعاون الخليجي أن تتم المحافظة على تميز هذه العلاقات بحيث لا يزج بها في أتون العلاقات مع تيار جماعة الاخوان المسلمين التي لا تربطها علاقات حميمة مع دول الخليج والدليل التوتر والتشنج الذي حدث في العلاقات المصرية الاماراتية فور تسلم الرئيس المصري الجديد لمقاليد السلطة والذي تدلل على تصريحات الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي حيث تم استدعاء السفير الاماراتي من قبل القيادة في مصر وكأن من بات يتكلم عن الاخوان فإنما يتكلم عن مصر وهذا خطأ فادح، ولا بد من الفصل السريع جدا والحازم والجازم فيما بين الرئاسة المصرية وجماعة الاخوان المسلمين إذ لا يجوز أن تكون مصر هي الاخوان والاخوان هم مصر إذ لن تستقيم الأمور إن ساد هذا المفهوم لأن إخوان مصر يأملون بأن يتعاظم تيار الإخوان خارج مصر وخصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي حتى تكون هناك علاقات حميمة وهذا أمر نرفضه لأن العلاقات لاتبنى على أحزاب وإنما تبني على مصالح دول ولذلك لابد من فصل واضح ولابد أن تحدث القيادة المصرية هذا الفصل لتحقيق مصالح مصر الدولة والسيادة والمصلحة لا الاخوان بمصالحهم وأفكارهم وطموحاتهم وعلى هذا يجب أن تبنى مصر علاقاتها الخارجية لا وفق علاقة جماعة الاخوان بهذه الدولة أو تلك، فلو حدث هذا فسيكون الأمر خطراً فهل مصر تحت قيادة الاخوان وصلت لمرحلة الفصل بين الجماعة والدولة؟ الجواب لا. مكانة مصر < برأيك هل يشعر اخوان الكويت أن ظهرهم قد قوي بسطوع نجم الجماعة في مصر؟ - بالطبع أكيد لأن أحلامهم انتعشت بسطوع نجم الاخوان في مصر وزادت الحيوية في طموحاتهم المستقبلية. < وما طموحاتكم المستقبلية من وجهة نظرك؟ - الوصول والهيمنة على السلطة في الكويت فهذا هو هدفهم بالتأكيد وحتى القوميون العرب في مرحلة سابقة بعد ان تمكنوا من السيطرة على السلطة في مصر انتعشت حركتهم في الدول العربية بما فيها الكويت وبلدان الخليج وهذا يوضح مكانة مصر، نعم الاخوان في الكويت يأملون في مستقبل سياسي زاهر وفي هيمنة سياسية وهذا الامل بدأ في الانتعاش منذ الصيحات الاولى «للربيع العربي» وبعد ان نجحت الثورة المصرية واختطفها الاخوان واقول هذا بكل وضوح وبعد الثورة الليبية التي اختطفها الاخوان وبعد الثورة التونسية التي هيمن الاخوان ايضا عليها وعليه رأوه «ربيعا اخوانيا»!. خلفان و«الإخوان» < أشرت الى تشنج في العلاقات المصرية الاماراتية فهل يمكن استيعاب هذا التشنج في اطار منظومة مجلس التعاون الخليجي؟ - بالطبع وحتى خارج اطار هذه المنظومة بشرط ان يتم الفصل بين مصر وبين جماعة الاخوان فهذا هو المحك فالفريق خلفان عندما تكلم لم يتكلم عن مصر الدولة أو عن مصر القيادة العربية أو عن مصر الامل العربي… < لكنه تكلم عن مصر الرئيس؟ - تكلم عن «جماعة الاخوان». < بل تكلم عن الرئيس المنتخب وربما كان هذا هو الخطأ الذي وقع فيه؟ - ربما انفعل اكثر لكن من الممكن تماما تخطي هذه المرحلة من خلال القيادتين مباشرة فالفريق خلفان قيادي امني لكنه ليس رئيس دولة أو نائباً له أو وزيرا للخارجية. قناعة تامة < لكنه ربما كان لسان الحال بشكل أو بآخر؟ - لا.. لا.. ليس بالضرورة فبعض القيادات في دول مجلس التعاون الخليجي متخوفة من جماعة الاخوان نتيجة للارث الذي يعرفونه عنهم ولربما كان الفريق خلفان منهم لكن علينا الابتعاد عن هذه الحساسية فعندما ينتقد الحزب الديموقراطي في امريكا فإن الرئيس اوباما لا يعتبر ذلك انتقادا مباشرا له وذلك لأنه على قناعة تامة بأنه رئيس الدولة لا رئيس الحزب ونحن ندعو الله ان يوفق الرئيس المصري لاتباع نفس النهج خصوصا بعد ما حدث اخيرا من انقلاب على حكم المحكمة الدستورية من قبل مؤسسة الرئاسة. لا أعرف < ألا ترين ان تعيد بلدان الخليج النظر في موقفها القديم من جماعة الاخوان المسلمين في مصر باعتبارهم جزءا اصيلا من المجتمع المصري انسجاما مع الواقع الجديد؟ - لا بالطبع اذ ان لكل دولة ظروفها وجماعة الاخوان انفتحت شهيتهم الآن وبالتالي فإن بلدان الخليج يجب ان تكون حذرة ولا بأس من ان يصلوا الى البرلمان ولكن يجب ألا تزداد الشهية انفتاحا بضرب النظام والدستور كما يحدث الآن في الكويت لهدف الانقلاب على نظام ارتضيناه ودستور تعاقدنا وتعارفنا عليه الى درجة خروج اصوات راحت تطالب بإمارة دستورية وما شابه. < ألا يمكن لاخوان مصر الذين اصبحت اياديهم في النار بعد الماء ان يكبحوا جماح الاخوان في بعض بلدان الخليج؟ - هذا سؤال لا اعرف الى أي مدى اجيب عليه لكنهم بالتأكيد علاقتهم ببعضهم البعض قوية جدا لكن السؤال: هل من مصلحة جماعة الاخوان ان يكبحوا جماح الاخوان في دول الخليج؟ لا اعلم فلربما يشجع بعضهم البعض ولربما يكونوا عقلانيين ويعوا ان الامور لا تؤخذ بهكذا اسلوب. أسس جديدة < أكان برأيك تأكيد الرئيس المصري محمد مرسي بأن بلاده لن تعمل على تصدير الثورة موجها لبلدان الخليج؟ - لدول الخليج وكذلك لبلدان اخرى ففي ليبيا لم يحقق الاخوان الاغلبية ومفاد الرسالة ان مصر لن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى وهذا ما نتمناه لأننا نعلم ان حركة الاخوان بات لها اذرع في العالم وخصوصا في الدول العربية وتركيا وغيرها. < هل ترين التزام اللون الرمادي من جانب بلدان الخليج على صعيد العلاقات مع مصر حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ويتضح كيفية تعامل الاخوان مع الشأن العربي عموما والخليجي خصوصاً؟ - بالتأكيد فالآن لم يمض على تسلم الرئيس المصري للسلطة شهر وبالتالي من الصعب الان وضع اسس جديدة للعلاقة بين مصر واية دولة خليجية، نعم لتكن هناك اتصالات ولقاءات تؤدي الى وضوح في الرؤية للداخل المصري الذي سوف ينعكس وضعه على السياسة الخارجية للدول. < وماذا عن ابداء حسن النية تجاه مصر بالمساعدة والاستثمار فيها؟ - من دون شك فلا يمكن ابعاد مصر عن محيطها العربي بما فيه الخليج او العكس وذلك على صعيد مجالات العلاقات المتعددة بين مصر وبلدان الخليج وليس بين جماعة الاخوان وبلدان الخليج وبالطبع فان مصر بأمس الحاجة الآن الى الاستثمارات الخليجية التي سوف تنتعش اكثر في ظل سيادة المفهوم الذي اشرت اليه ولابد من تعاون اقتصادي يعزز العلاقات المصرية الخليجية ويمتد الى العلاقات العربية فمصر ليست ابداً دولة هامشية في محيطنا واكررها: انها القلب بالنسبة للعالم العربي. التقاط الأنفاس < هل هناك برأيك مايبرر تخوف بلدان الخليج من علاقات مصرية ايرانية في ظل تميز علاقة جماعة الاخوان بالملالي في طهران؟ - استشعرت من الاعلام المصري ثمة توجه للاتفتاح في العلاقات مع ايران ليس لتميز علاقة الاخوان مع ايران فهذه العلاقة لم تكن متميزة لكن العقل والمنطق يقول بضرورة الانفتاح على كافة الدول والتعامل معها ونحن تتمنى ان تصل العلاقة العربية عموما والخليجية خصوصا مع ايران الى مرحلة التقاط الانفاس ومن ثم بناء علاقة ايجابية بصرف النظر عن المذاهب ولكن عندما تتدخل امريكا بما لديها من ملفات غير ايجابية مع ايران تتكهرب العلاقات الخليجية مع ايران ونحن نتطلع الى علاقات مصرية ايرانية تحكمها المصالح المتبادلة وتستهدف استقرار المنطقة فتوتر العلاقات بين مصر وايران او بين بلدان الخليج وايران لن يؤدي الى اية نتيجة ايجابية. ممتاز < بم تدلل من وجهة نظرك ان تكون اول زيادة للرئيس المصري محمد مرسي خارج البلاد الى منطقة الخليج وتحديداً الى المملكة العربية السعودية؟ - هذا جيد بل ممتاز فالمبادرة مطلوبة فدول الخليج وعلى رأسها الكويت بادرت بتهنئة الرئيس المصري بنية حسنة تأملا في استمرار العلاقات الجيدة فالعلاقات المصرية الكويتية على وجه الخصوص دائما نموذجية ونتمنى ان تستمر كذلك. < كلمة الى الحركة الدستورية الاسلامية (حدس)؟ دعوهم يا «حدس» < دعوا مصر وقياداتها السياسية تحدد معالم سياساتها الخارجية وارفعوا ايديكم عن اية محاولة لتشجيع جماعة الاخوان في ظل هذه الظروف ومادمنا نتكلم عن الدولة المصرية فدعوا ما لمصر لمصر وما للكويت للكويت ونتمنى الا يفتح شهيتكم مايحدث في مصر على السلطة بشكل اكبر فلدينا محددات ودستور محترم ومبادئ في العمل السياسي نلتزم بها وان شاء الله تعالى نسلم بها من اية تغييرات على المستوى الاقليمي سواء العربي او غيره. < وكلمتك الاخيرة؟ - نتمنى لمصر الاستقرار وان تنجح تجربتها الاولى في العمل الديموقراطي وستبقى مصر قلب العالم العربي وستبقى لها مكانتها في الامة العربية ولن تتغير هذه المكانة ان شاء الله تعالى بوصول هذا الحزب او ذاك الى السلطة وستبقى مصر العروبة . لا نريد الهلال الإخواني < عولت الدكتورة المبارك كثيرا على صدقية تصريح الرئيس المصري محمد مرسي بأن بلاده لن تعمل على تصدير ثورتها الى الخارج وقالت: نتمنى ذلك ونأمل الا يكون هناك «هلال اخوانجي» ثم ضحكت مستذكرة مصطلح «الهلال الشيعي» الذي سبق وقال به الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وأضافت: لا نريد اي هلال او اي امتداد لاي جماعة بفعل تدخلات خارجية فكل دولة ادرى بشؤونها ولها تقاليدها المستقرة. الدويلة يتكلم بلسان ونفس وطموح «الإخوان» < تعليقا على تصريح النائب السابق وعضو الامانة العامة للحركة الدستورية الاسلامية «حدس» الذي قال فيه «بأن الإخوان حاولوا ومنذ اليوم الاول لثورة يناير التقرب لبلدان الخليج وطلب مقابلة المسؤولين فيها الا ان النفسية العدائية القديمة التي شكلها النظام المصري السابق حالت دون ذلك».. قالت الدكتورة معصومة بعد ان ضحكت: انه يتكلم بلسان ونفس الاخوان وبطموحاتهم وكل تصريحاته يقحمها في العلاقات المصرية الخليجية، وأضع ألف خط تحت «العلاقات المصرية الخليجية» لانها ليست علاقات اخوانجية خليجية ونحن نرفض ان تختزل مصر في جماعة الاخوان لان مصر هي قلب العالم العربي ولا نريد ان يكون قلب هذا العالم اخواني.
قم بكتابة اول تعليق