أثبت الباحثون أن “الإسكندر المقدوني” أثناء فتوحاته في بلاد المشرق مر بأرض الكويت، واستوقفته تلك البقعة (التي أكدت كتب التاريخ أنها لم تكن سوى منطقة صباح الناصر)، فقبض بيمينه على حفنة من ترابها، وتفحصها طويلا، ثم توجه إلى أصحابه وجنوده وسألهم:
هل تعلمون على أي أرض تقفون؟
إنها منطقة الأحرار.
كما أن هناك مؤشرات تقول إن معظم الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة يوليو كانوا قد نهلوا علوم الحرية من مدارس منطقة صباح الناصر معقل الأحرار! هذا ويقال، والعهدة على الراوي، إن “تي تي جيفارا” الثائر الأرجنتيني الكبير قد طلب قبل موته أن يتم إيصال مجموعة من سيجاره الخاص إلى بطل من أبطال تلك المنطقة الحرة، حيث أخبره أحد المنجمين بأن ذلك البطل سيقود الشارع الكويتي إلى أبواب الحرية عن طريق رفضه لإقامة مسرحية للأطفال في تلك المنطقة.
في حقيقة الأمر، إن كل ما أثبته الباحثون وجميع المؤشرات وما يقال، وما قد يقال في المستقبل، لن يغير من الواقع شيئا مع وجود حكومة ضعيفة متهالكة، تخضع للصوت العالي والترهيب، وتضرب بالمكتسبات الدستورية عرض الحائط بعد أي تصريح، وسط ذهول مجتمع بأكمله خوفا مما هو قادم! وكأن وزير الشؤون لم يقرأ المادة 14 من الدستور التي تنص بأن الدولة “ترعى العلوم والآداب والفنون وتشجع البحث العلمي”.
فلقد حاولت جاهداً البحث عن تفسير يبرر نقل مسرحية الأطفال التي تم تخصيص مركز خدمة المجتمع في منطقة صباح الناصر لعرضها في عطلة عيد الفطر، والتي تم نقلها لاحقا إلى مركز خدمة المجتمع في منطقة اليرموك، فلم أجد! فلو فرضنا أن المسرحة تحتوي ما يوجب المنع، فلماذا تم ترخيصها أساسا؟! وإن لم يكن هنالك ما يمنع عرضها، فلماذا إذن تم نقلها من مسرح صباح الناصر إلى اليرموك؟!
بمعنى آخر، ما الذي يسمح بعرضه هنا ولا يجوز عرضه هناك؟ “أفيدونا ياصايمين”.
خربشة:
مازلنا بانتظار الحلقة التي تؤرشِف سرقة العصر في مسلسل ساهر الليل!
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق