الاسلاميون المتحزبون يجهلون الزمان الذي يعيشون فيه.. في الثورة الايرانية ركب قيادي اسلامي حصانا ينوء بحمل صاحبه وكان يمتشق سيفا ورجلاه تكادان تلامسان الارض فتصور انه في صدر الاسلام حيث الحصان والسيف، لا يعرف ما وصلت اليه الامم من القاذفات، والصواريخ عابرة القارات والاقمار الصناعية وبوارج قاذفة رأيناها في حروب حديثة ترسو في البحر الاحمر واخرى في المحيط الهندي تطلق صواريخها نحو اهدافها البعيدة، تسددها عبر المحيطات والبحار.
المظاهرات في افغانستان واليمن والسودان ومصر حمل أصحابها الخناجر والسيوف والبنادق الاثرية.. هكذا يفكر الاسلاميون معتقدين بأنهم سيقيمون دولة الخلافة بسيوف وهم فوق البغال والحمير، واطلق بعضهم اسم الولايات المتحدة الاسلامية، واتخذت هذه الاضرابات والجماعات دينا لها لتحارب الدين.. ولا دين يرونه الا دينهم السياسي.
الذي يمتطى صهوة حصان متهالك ويشهر خنجرا او سيفا لا يعيش عصره بل هو مصاب بالهوس. ومنهم من توغل في الدين حسب تفكيره المتخلف حتى ادعى النبوة مثال (احمد رفعت) الذي اشار اليه الاستاذ حسن دوح في كتابه (الارهاب المرفوض، والارهاب المفروض) صفحة رقم (10) حيث ارسل المذكور رسائل في المحافظات المصرية يبشرهم بانه احمد جاء مصدقا بما جاء به الله تعالى.
ان الغلو بالقيادة والجهل بها والغرور يصيب الخبل.
الولايات المتحدة الامريكية لها اكثر من مائة قاعدة في دول العالم، وللدول الاوروبية قواعد ثابتة واخرى سابحة في المحيطات والبحار، ونحن الآن نعيش في حال منتصف الخمسينيات من القرن العشرين.. يقول حسن دوح في كتابه – وهو احد اعمدة الاخوان – حتى اعتذر عن تفكير شبابه بعد نصف قرن قائلا: كنا نعتقد بان حسن البنا لو قاد الاخوان لكَوَّن امبراطورية اسلامية تحكم الشرق والغرب.
الآن يقود الاحزاب الدينية من هو بهذه العقلية.. في تونس احد القادة الاسلاميين يريد اباحة الجواري وآخر في مصر قد احتجب وادعى بانه قد تعرض لاعتداء ولما ظهرت الحقيقة عرف انه قد اجرى عملية جراحية لأنفه لانه كان يحمل في وجهه (انف الناقة).. اي انه كذب على امن الدولة وعلى المسلمين.. وآخرون مازالوا يعتقدون بان سرقة الحكومة حلال.. وبعض الاسلاميين المتعلمين والجهلة – كما ذكرت من قبل – يكوون جباههم ليوهموا العامة بان سيماهم في جباههم ليبعدوا عنهم شبهة السرقة ان تمكنوا منها.
وعندنا متخلفون يريدون هدم الكنائس بينما يطلبون انشاء المساجد والمراكز الاسلامية في دول الغرب.
قال قائد محنك في شبه الجزيرة العربية: (الدين مثل الباز من صاده قنص به) ومازال اسلاميون سياسيون يتخذون الدين سلما للوصول الى مراكز في الدولة.
جماعات ترى الارهاب وقتل الآخرين يوصلهم الى جنة يتخيلون فيها ما يشبع رغباتهم الحسية.
ويقول المرحوم حسن دوح في كتابه المشار اليه من قبل: «اما التّطرف والمتطرف، فان إلصاق هذا اللفظ بالشباب الذي يطيل لحيته ويقصر ثوبه، وبالفتاة التي تلبس النقاب، فان مثل هذا الوصف، يجعل من صاحبه انسانا مشوها، ويلحقه بالارهاب، فهل هذا مقبول.. إن التطرف في كل شيء وفي كل موقف وفي كل عمل غير مقبول، والانسان يحب الاعتدال بفطرته». صفحة 47 من (الارهاب المرفوض والارهاب المفروض).
ومن اكثر الشعوب تشددا وتطرفا بنو اسرئيل حين قال عنهم الرسول عليه السلام: (ان بني اسرائيل تشددوا فتشدد عليهم) ثم نصح اصحابه بعدم التشدد حتى في امور الدين. وممّا يروى عنه انه قال (هلك المتنطعون) وقال: «عليكم بما تطيقون» هذا هو الاعتدال وليس التطرف.
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق