مظفر عبدالله: ذاكرة عبدالعزيز الشايع

يعطي مؤلف «أصداء الذاكرة» الانطباع للقارئ بأن الحياة قبل النفط كانت رغم قسوتها أكثر انضباطاً لما بعده، حيث سادت علاقة اقتصادية سليمة في المجتمع أساسها العمل الحقيقي والمنتج، ويروي الكاتب ذلك الجانب من خلال الأداء الاقتصادي لعائلته وشخصيات كويتية مختلفة جرى الحديث عنها بشيء من التفصيل الجيد.

أول العمود: استغلال الدعم المادي للعمالة الوطنية الوهمية في القطاع الخاص أمر غير أخلاقي، 600 ألف دينار تم استرجاعها العام الماضي لأنها صرفت بغير وجه حق، كما أعلن مسؤول في برنامج إعادة الهيكلة. *** «أصداء الذاكرة»، عنوان كتاب جديد صدر عن دار ذات السلاسل لمؤلفه عبدالعزيز محمد الشايع المولود عام 1926 أمد الله في عمره، فهو الشخصية الوطنية المعروفة والتاجر المثابر وصاحب المبادرات التنموية والاجتماعية العديدة في تاريخ الكويت. قرأت الكتاب الذي أخذ أسلوب المذكرات وسرد الحوادث، وذكر الشخصيات المهمة التي ساهمت في بناء الكويت، ومن ضمنهم بالطبع مؤلف الكتاب. وأدعو إلى قراءته لأسباب عديدة منها أنه- الكاتب- قد تعرض لتفاصيل شخصية واجتماعية لعائلة الشايع الكرام، وعرج على التقاليد التي اختطتها العائلة من أجل الحفاظ على تماسكها وتأديتها الواجب الوطني بشكل جماعي، وأيضاً تظهر قيمة الكتاب لمرور مؤلفه وبشكل بانورامي على تاريخ المنطقة والكويت تحديداً من خلال حركة العائلة وخوضها تحديات العيش في المملكة العربية السعودية- الزلفي- وحتى الاستقرار في الكويت، وبين هاتين المحطتين يروي أحداث وجوده وأفراداً من عائلته وبعض الشخصيات الكويتية في الهند من أجل التجارة، فكان عملهم الخيري والاجتماعي هناك. قارئ الكتاب سيكتشف أشياء كثيرة من حياة الكويتيين منها الجَلَد وتحمل صعوبات الحياة، والتكاتف مع الحكام من أجل استقرار الكويت، وسيطلعه المؤلف على تفاصيل الحياة البحرية القاسية التي واجهها الكويتيون، وقصة تجارة الذهب التي تتضارب حولها المعلومات، وسمعة التجار الكويتيين في الخارج، وطبيعة الحياة الاجتماعية في الكويت القديمة. يعطي مؤلف «أصداء الذاكرة» الانطباع للقارئ بأن الحياة قبل النفط كانت رغم قسوتها أكثر انضباطاً لما بعد فترة النفط، حيث سادت علاقة اقتصادية سليمة في المجتمع أساسها العمل الحقيقي والمنتج، ويروي الكاتب ذلك الجانب من خلال الأداء الاقتصادي لعائلته وشخصيات كويتية مختلفة جرى الحديث عنها بشيء من التفصيل الجيد. ويسلط الكتاب الضوء على الدور الذي قام به الكاتب في محطات بارزة من قيام الكويت كدولة حديثة، منها ظهور الجمعيات التعاونية وتأسيس صحيفة «القبس»، واللجنة الشعبية لجمع التبرعات، وجمعية الهلال الأحمر، وشركة ناقلات النفط، وشركة الفنادق والخطوط الجوية الكويتية، ووصولاً إلى مجمع «الأفينيوز»، ودوره في مرفق البلدية وتحديداً في تخطيط المناطق والاستملاكات. كما يروي وبشكل جريء قصة تولي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لمقاليد الحكم، ويمر في صفحاته على منعطف مؤتمر جدة وملابساته أثناء الغزو العراقي، والعديد من القصص والأحداث التي أعتقد أنها إضافة قيمة لمسألة تأريخ الأحداث الكويتية، ومنها أزمة تفسير المادة (131) من الدستور، والخاصة بعدم جواز الجمع بين التجارة والعمل الوزاري. الكتاب يعد مرجعاً يمكن الاعتماد عليه في مسألة التوثيق لمناحي الحياة المختلفة في الكويت القديمة والحديثة. فشكراً للعم عبدالعزيز محمد الشايع الذي أمتعنا بأصداء ذاكرته.
المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.