عبدالله خلف: انتزاع الهيبة

منذ اكثر من عامين وانا اكتب عن اللوحات الارشادية للمرور وكيف تسرق حيث تفك وتبقى مرمية مكانها ثم تختفي، ومن يقوم بها كويتيون لهم علاقة بالمرور، ويتهم دائما في ذلك العمالة الآسيوية.. وبعد ان سرقها مسؤولون كويتيون بيد العمالة نزلت اخيرا مناقصة تجاوزت مئات الآلاف الى اصفار الملايين.. كنت اراها متساقطة لايام ثم ترفع، نما علم ذلك الى المخافر والمختاريات، ولم يحرك احد ساكناً.. الاتهام دائما للعمالة الآسيوية، والحرامية واللصوص هم عاملون في اجهزة الدولة.
الاعذار الواهية عند هؤلاء ان الرياح قد اقتلعت اللوحات الارشادية للمرور وحوادث المرور.. مع الاسف صار كل شيء يسرق حتى الكابليهات تنزع من داخل اماكنها بعد قطع التيار علانية عنها.
سرقت المنهولات وطرحت مناقصات لعمل منهولات ذات اقفال.. كنا نقول ان السرقات الساذجة لا تحدث الا في بلادنا، نضرب الامثال الحسنة في دول اوروبية، الان نضربها في دول خليجية حيث ترى نظما ارشادية متقدمة مثل الدول الاوروبية ذات اضاءات ومرايا عاكسة للمنعطفات المرورية.. مثل التي كانت في الاحمدي ايام الانجليز ثم نزعت.. سرقات يومية وتتبعها بعد ذلك مناقصات بالملايين!!
٭٭٭
عندما تدهورت الاحوال، ونزع اعضاء مجلس الامة هيبة العسكري ورجل الامن.. تسجل قضايا ويأتي النائب ويخلص المقبوض عليه، ويتدخل النواب في التعليم وفي كل امور الدولة.. ويوظفون شخصيات غير مؤهلين ليكونوا من القياديين.. او يعينون اعدادا هائلة من الموظفين دون ان يتقيد احد منهم بدوام ولكن تجري رواتبهم وان اقاموا في بلاد اخرى!
آخر الاخبار في الصحافة كانت يوم الاربعاء 2012/7/11 ان 400 قيادي في الداخلية قد تقاعدوا في العام الماضي لان القيادي في الامن نزعت هيبته من بعض اعضاء مجلس الامة، والوزراء الذين صاروا ادوات مطواعة في يد بعض النواب.. بعض الوزراء يقولون لبعض النواب «انت لك وكيلان تحت امرك».. و«انت لك اربعة مدراء اماكنهم شاغرة».. الحكومة سلمت الخيط والمخيط في يد نواب مجلس الامة، وهم في هذا قبلوا ان تنتزع منهم الهيبة حتى ضجر المواطنون من المجلس واعضائه.
٭٭٭
من يعيد الهيبة لرجال الدولة وللشرطي، والضابط، والمدرس، كان كل من يعمل في المدرسة له نصيب من هيبتها حتى الفراش عندما كان كويتيا وهو بمثابة مساعد المدرس، يطوف بالمحلات التجارية والمنازل لايصال اوراق وتقارير الطلاب لاولياء الامور.
للموظف في عمله بجهاز الدولة احترامه، انتزعت الهيبة من رموز الدولة وصارت الامور سائبة تخوض في فوضى تهدد مكانة الدولة.. اذن من يعيد هيبة الدولة ومتى؟؟

عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.