سامي النصف: كلمات هادئة فى قضية دوائر ساخنة

تهديد رئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك بالثبور وعظائم الأمور إذا لم يتخذ هذا القرار أو ذاك يثبت اموراً عدة نسجلها للحقيقة والتاريخ منها ان المقصود والمستهدف في هذه الحكومة والحكومة السابقة وجميع الحكومات اللاحقة هو رأس الناطور مادام ينتمي لأسرة الحكم ويسعى لاستقرار البلد، لا عنب مصلحة البلد والشعب.
***

ان عمليات التأزيم التي يقال إنها ستنتهي اذا ما تم هذا الامر او ذاك لن تنتهي على الاطلاق حتى تتحول الكويت الى صومال او عراق آخر تقطع به الرقاب وتتفشى به الفوضى والتفجيرات في المساكن والأسواق، فهذا ما تدفع الأموال الطائلة لأجله لمدعي البطولة والوطنية كي يخربوا اوطانهم تحت الشعارات الزائفة والمدغدغة تماما كما حدث في البلدان الاخرى، وهل سمعتم قط بزعيم وطني عميل يقول انه تسلم الثروات للقيام بعمليات ضرب استقرار وطنه وتشجيع عمليات الفوضى والتناحر بين الناس؟! فصندوق الاعذار والمبررات اللازمة لاستكمال ذلك المشروع الهادم والمخرب للكويت أوسع من المحيطين الهادي والهندي معا.

***

ان التهديد غير المنطقي وغير المفهوم بالمقاطعة والنزول للشوارع كوسيلة لفرض آراء ثبت خطؤها مرات ومرات وأودت بالبلاد الى حافة الهاوية وفي أحيان اخرى الى السقوط في الهاوية ذاتها كما حدث عام 90 امر لا حكمة فيه، وليس من الحكمة ان تتهم وتهدد الحكومة اليوم فيما لو قامت بما طالب به المهددون أنفسهم عام 2008 في ديوانية النيباري من اصدار مراسيم ضرورة لتعديل الدوائر الانتخابية (!) وصيف وشتاء على سطح واحد وتناقض يقبله ويبلعه بعض المغرر بهم.. وبذكاء بالغ..

***

ان ما يرجوه شعب الكويت قاطبة عدا قلة قليلة ان يسود العقل ومصلحة الكويت على كل ما عداهما من مواقف، وان تتوقف لغة التهديد والوعيد وتستبدل بلغة الحوار والتفاهم، فالتلميح بربيع كويتي على غرار الربيع العربي كذبة كبرى، فالفارق كبير بين الحالتين، حيث قام الربيع العربي بسبب القمع والجوع وغياب سيادة القانون بينما تحسد شعوب الارض الشعب الكويتي على ما يتمتع به من ديموقراطية وحرية ورفاه، وان مراسيم الضرورة لو صدرت فهي لتعزيز مبادئ العدالة والمساواة والالتزام بمبادئ سيادة القانون التي اتى بها حكم المحكمة الدستورية.

***

آخر محطة: (1) انا عضو في جماعة 26 التي لم تدعِ قط انها تمثل «رجال» الكويت في مواقفها فكيف جاز لـ 29 شابا ان يدعوا او حتى يوحوا بأنهم يمثلون مطالب كل الشباب الكويتي؟ وماذا عن الألف شاب وشابة الذين اصدروا الوثيقة الداعية للاستقرار السياسي في البلد والتي حظيت بدعم الكثيرين؟!

(2) يعلم الجميع ان الشباب الكويتي الحكيم والواعي هو المستفيد الأول من الاستقرار السياسي الذي يدعم عمليات التنمية ويخلق فرص العمل للشباب وان منهاج التجمهر والشدة والغضب الذي جرب مرارا وتكرارا في السنوات الماضية هو المتسبب في تخلفنا عن الجيران المستقرين سياسيا، كما ان ذلك النهج المتشدد هو والإدارات السيئة السبب في إفلاس مئات الشركات الكويتية وتفشي البطالة بالتبعية بين الشباب.

samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.