صالح الغنام: “المغضوب عليهم”!

خارج النص
تعظيم سلام لسمو رئيس مجلس الوزراء الذي رفض الانصياع لبعض النقابيين ممن سخروا نقاباتهم لتكون في خدمة وتحت إمرة النواب المؤزمين. التحية واجبة لسمو الشيخ جابر المبارك, لأنه تعامل بحزم وشدة, ولم يضعف أو يتردد أو يتأثر رغم كل ما خلفته الإضرابات الغبية من خسائر فادحة وأضرار بالغة لحقت بسمعة الوطن وصغار التجار وعموم المستهلكين. لقد نجحت حكومة الشيخ جابر المبارك, في تأديب و”كسر خشم” بعض النقابيين المأمورين ممن غرروا بموظفيهم وأوهموهم بأن تخريب البلد والإساءة لسمعته هما أقصر طريق لزيادة الرواتب, وفي تصوري, فإن الإنذار الحكومي المبكر, وتعاملها الجدي الذي راعى سيادة الدولة وهيبتها, هو ما أعاد الوعي لكثير من العاملين ممن أرقتهم وطنيتهم وأحزنهم أن يتسببوا بكل هذا الأذى لوطنهم من أجل حفنة دنانير.
أمر آخر أسهم بالتعجيل بإنهاء حالة الإضراب, وهو غياب التعاطف الشعبي مع النقابات المضربة, وليت الأمر انتهى عند هذا الحد, ولكن الناس قسوا في ردود فعلهم فوضعوا النقابات المضربة في خانة “المغضوب عليهم”, ما حدا بالنواب المحرضين على الإضراب للقفز من مركب النقابات الغارق والنجاة بأنفسهم. المفارقة أن النواب المؤزمين لم يغفلوا التكسب من هذه القضية حتى وهم في أحلك الظروف, فقصُّوا الحبل بالنقابات وراحوا يطالبونها بتعليق الإضرابات رأفة بالوطن – فظهر النواب المحرضين بالزينة والنقابيين طلعوا بالشينة – وهنا أسدي نصحي لبقية النقابات – المأمورة تحديدا – بألا ينفذوا إضرابا إلا وهم واثقون من وجود تأييد شعبي, فإن لم يضمنوا هذا, عليهم الاكتفاء بالتلويح بالإضراب, وترديد بعض الشعارات الثورية.
رغم كل ما حصل, يحق لنا قول: “رب ضارة نافعة”, فالإضرابات كشفت ظهر وزارة التجارة وهيئة الزراعة, وبينت لنا خلو البلاد من مخزون ستراتيجي يؤمن الغذاء للمواطنين, خصوصا وإن منطقتنا على شفا نشوب حرب دولية يعلم الله وحده مدى اتساعها وضررها علينا. أما هيئة الزراعة التي تبعثر مئات الملايين يمينا وشمالا على دعم المزارعين ومربي الماشية, فقد ثبت شرعا عدم جدوى وجودها, فالمواطن على مر تاريخ الهيئة, لم يشعر بأن المنتجات الزراعية والحيوانية المحلية حدت من ارتفاع الأسعار, أو أنها نافست جودة المنتجات المستوردة, فما بالك وقد عجزت تماما عن توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للناس لفترة لا تتجاوز سبعة أيام… أخيرا, أتمنى على الحكومة أن تستثمر حماس الشباب الوطنيين المتطوعين, بإنشاء مراكز لتدريبهم وتأهيلهم فنيا وإداريا للقيام بمهام كل من تسول له نفسه تحدي الدولة!

salehpen@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.