يوسف العنيزي: وا يمناه

قبل أيام كتبت الأخت الفاضلة أروى الوقيان مقالاً في هذه الجريدة الغرّاء تحدثت فيه عن أطفال اليمن، حيث يعاني أكثر من مليون طفل الجوع والمرض، وتساءلت الأخت الفاضلة: أين العالم من هذه المأساة؟ وأين الإنسانية؟ وأين دول مجلس التعاون حيث يقع اليمن على أعتابها؟
ألم تهز مشاعركم صورة تلك المرأة اليمنية وقد ملأ الخوف والهلع عيونها وهي تحمل طفلها الذي التصق جلده بعظمه، وفي عيونه ألم الدنيا وحزنها، يصرخ بصمت أين أنتم؟ أين ضمائركم أنا لا أطمع في ملايينكم أو النعم التي أفاء الله بها عليكم، بل أقصى ما أحتاجه دراهم معدودات تسد جوعي وتطفئ ظمئي.
قسما بالله لأشكو لربي قسوة قلوبكم, أرجوكم لا تجعلوني رقما في حساباتكم السياسية أو الحزبية، فليس لي ذنب أو يد في مواقف مشينة اتخذها بعض الساسة بحق الكويت وأهلها، وساعدت الغازي المحتل في ظلمه وعدوانه.
لا تكونوا عوناً لوحش الجوع الذي يفتك بي وينهش جسدي، كم يؤلمنا أن نرى تلك الملايين تهدر في شراء الأسلحة لتدور تلك المعارك في بلد يقاسي أهله الكثير من الآفات، وذلك بهدف الحفاظ على الحكم أو بهدف القضاء على ما يسمى “تنظيم القاعدة” الذي لم يراعِ حرمة الروح البشرية التي أنعم الله بها على الإنسان, هذا التنظيم الذي دمّر الأخضر واليابس، ومن أجل ماذا؟ لا أحد يعلم.
وفي اعتقادي أنه للقضاء على تنظيم القاعدة لا بد من القضاء على أربعة تنظيمات إرهابية هي “الفقر, المرض, الجهل” إضافه إلى آفة الآفات “القات” الذي ينهش خيرات هذا البلد.
لقد قضيت في ذلك البلد الشقيق ما يقارب ثلاث سنوات سفيراً للكويت هناك، وذلك في الفترة بين (2000- 2003) ولعلّي أستطيع أن أتلمس بعض معاناة الناس بعيداً عن السياسة, فليس لهذا الطفل وأمثاله ذنب أو يد في ما قام به بعض الساسة من مواقف مشينة بحق الكويت، على الرغم من أن الكويت كانت من أولى الدول في مساعدة اليمن الشقيق وليس ذلك منّة، بل هو واجب أخ تجاه أخيه، فذاك يمن قحطان والملكة بلقيس والملكة أروى, يمن سيف بن ذي يزن, ودولة حمير وسبأ, يمن التاريخ وأرض الأنبياء، وعلى ثراه بني ثاني مسجد في الإسلام.
ومن هذا المنطلق قامت الكويت بإنشاء “الهيئة العامة للجنوب والخليج” التي كان يرأسها سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، ويشرف عليها السفير فيصل المشعان رحمه الله، كما قام نخبة من رجالات الكويت بإنشاء اللجنة الشعبية لجمع التبرعات، وذلك عام 1954 برئاسة المغفور له بإذن الله العم عبدالعزيز الصقر، وكان رئيسها الفخري أيضا سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه, وكان هدفها مساعدة الدول العربية ومن بينها اليمن، حيث قامت بتشييد مستشفى محافظة ذمار الرئيسي الذي توقف إتمامه بعد كارثة الغزو العراقي الغاشم عام 1990، وبعد أن توليت عملي سفيراً للكويت في البلد الشقيق تشرفت بلقاء العم الفاضل عبدالعزيز الشايع والعم الفاضل يوسف الفليج، حيث تمت الموافقة على إتمام المستشفى وتجهيزه بالمعدات والأجهزة الطبية, وقام معالي الأخ الفاضل الدكتور محمد الجار الله بافتتاحه عندما كان وزيراً للصحة.
من هذا المنطلق أختي الفاضلة فإني أضم صوتي إليك من أجل أطفال اليمن بحملة “وا يمناه”، وأتوجه بنداء من القلب لرئيس التحرير الأخ العزيز خالد هلال المطيري بأن تتولى جريدة “الجريدة” مسؤولية هذه الحملة، وأنا على يقين بأن هذه الحملة ستجد الصدى الطيب لدى شعب الكويت والمقيمين على أرضها، خاصة ونحن في شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك.

دعوة:

الشعب الكويتي، وجميع أعضاء مجلس الأمة الحالي والقادم والماضي ومنظمات الحراك الشبابي والسياسي مدعوون للتجمع في ساحة الإرادة، وذلك لمطالبة الحكومة بوضع حد لهذه الاختناقات المرورية في شوارع الكويت بشكل لا يطاق مما تسبب في زيادة أمراض الضغط والسكر والأعصاب، وانحدار في السلوكيات العامة وتدني مستوى الحوار والجدال بين رجالات الكويت، ممن نعتبرهم قدوة “صالحة” للمجتمع، وذلك باستخدام ألفاظ ومصطلحات يعفّ عن ذكرها حتى تلاميذ المرحلة الابتدائية وما دونها.
حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.
المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.