فاطمة حسين: انعطاف باتجاه مكرمة سمو الشيخ سالم العلي الصباح

كنت أتمنى ان أفي بوعدي وأتم حديثا بدأته الجمعة الماضية ووصلت فيه الى (دور الاعلام في التنمية البشرية) ما هو؟ وكيف يكون؟
لكن مكرمة سمو الشيخ سالم العلي قد قطعت عليَّ الطريق، بل وقطعت لساني وكسرت قلمي مما جعلها تتصدر جميع الاخبار السياسية حيث كنا غارقين. بل وتهبل التراب على الجمر المشتعل والمتبادل بالسرّ والعلن ما بين الحكومة وبعض من اعضاء مجلسي 2009 و2012 من حملة خناجر التعديل والتبديل بالقوة. وكذلك هذه المكرمة ايقظت اصحاب الجمعيات المسماة (الخيرية) لتقديم الشكر والثناء علنا من اجل الحصول على لقمة من تلك الوجبة الدسمة.
٭٭٭
لكنني، انا والقوم من حولي من المتواضعين لله والبسطاء قولا وفعلا يفكرون ويتأملون ويتساءلون!!!
ماذا يا ترى سوف تجني الكويت (الوطن الام) من هذه المكرمة؟؟ وهي كما يعلم الجميع (ستون من ملايين الدنانير) وهي (للمواطنين)، كما عبرّ بذلك صاحبها (سمو الشيخ سالم)؟؟
وما دامت للمواطنين، اذن تعالوا معي نتدارس الامر ونبحث عن الحاجة الملحة لهذا المواطن!!! وفي الاذهان والافئدة كونه – أي الكويتي – يكاد يكون المواطن العربي أو المسلم الوحيد المحشوم من المهد الى اللحد في دولته….. اذن ماذا ينقصه؟؟؟ هل هو المزيد من (السيولة المادية) للتباهي والتفاخر بنثرها على المشاهد الجاذبة للعيون من السيارات الى الساعات الى الشنط النسائية الى ادوات المكياج والعطور بدلا من تسديد ديون تراكمت لشراء تلك المظاهر لعلها تجبّر النفس التي هشمتها الغيرة والحسد وانعدام الثقة بالنفس!!!
ان الجيل الجديد في الوطن الجديد يا سمو الشيخ يحتاج لفرص علم وعمل فيها من التحديات ما يجعله يستقر في وطنه للبناء بدلا من الهرب الى الدول الاخرى والاجنبية منها بالذات لايجاد نفسه.
تمنيت وما زلت اتمنى ان يذهب بعض هذا المال للجامعات الخاصة وتكليفها بافتتاح كليات علمية وتأسيس مختبرات حديثة، ولبعثات داخلية مجانية (بشروط قطع ارجل اعضاء مجلس الامة من الوصول اليها) لأن تدخلاتهم قد افسدت الكثير وقد بلغ السيل الزبى.
تمنيت ان يذهب بعض هذا المال للمتفوقين من كويتيين ومقيمين (من خارج اطار الغش المتعارف عليه في مدارسنا الحكومية) لمتابعة دراسات عليا في العلوم والرياضيات وفي جامعات اجنبية مشهود لها بالاستقامة – رغم قلتها – حتى يعودوا الى الوطن بشهادات حقيقية تجعل منهم بناة حقيقيين يفخر بهم الوطن بديلا عن يأسه بعدّ الشهادات المزورة كل عام والآتية الينا من كل فج عميق وسطحي.
لكن الاكثر مثالية في نظري انما هو تأسيس مدرستين نموذجتين (ثلاثية اللغة) واحدة للبنات والثانية للبنين لنكوّن من مخرجاتهما البذرة الغنية والصالحة لتعمير وطن طاله الدمار من كل جانب وتأسيس حاضر جديد ومستقبل اكثر حداثة يبنى على رواس راسخة من العلم والمعرفة والطاقة الفكرية المتينة والتصميم على الدفع الى الامام لاعادة بناء كويت المستقبل بعيدا عن التلوث.
سيدي الكريم لم يعد في الحياة ما يستحق ان يصرف عليه سوى التعليم والصحة فهما فقط الكفيلان بخلق بيئة نظيفة صالحة للانتاج وبالتالي البناء الذي ننشد كي يحفظ اسمكم واسم الوطن على ان تمرّ على ايدٍ نظيفة وضمائر حية.
اما ان اتجهت الى الجيوب فإنها الى دمار يطول المواطن والوطن. فلنبعد تلك المكرمة عن (الزَبَد) حتى تستقر (فيما ينفع الناس).
مع خالص تقديري واحترامي.

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.