حسن كرم: إعلام الحكومة

ضعف الحكومة يتمحور في ضعف إعلامها، بل في الحقيقة في غياب أعلامها، فالحكومة لا تملك الإعلام والقائمون على الإعلام الرسمي أضعف من أن يكونوا إعلاميين ناجحين لحكومة تبحث عن قشة للإنقاذ..
الكويت راهناً تمر في أضعف مرحلة، بل لعلي أتصور مرحلة فراغ دستوري وفراغ سياسي وفراغ اقتصادي وهذه كلها فراغات خطيرة، وأزمات قابلة للاتساع إذا خرجت إحداها من سياقها الطبيعي.
إعلامنا الرسمي غير مؤهل لإدارة الأزمات، والإعلام الخاص يبحث عن المال وانتهاز الفرص، ولن يكون منقذاً للحكومة ولا أظن أنه مستعد أو قادر على تبني سياسات الحكومة التي في الأساس غير واضحة على حساب الجماهيرية والإعلام الإعلاني، ثم أي إعلام خاص يستطيع أن يتبنى رأي الحكومة، فيما لا يوجد للحكومة رأي موحد واستراتيجية سياسية واحدة..؟!!
إن النجاح أو التحدي أو الرهان لا أن تتبنى فكرا أو رأيا أو استراتيجية، وإنما النجاح والرهان والتحدي هو توصيل الرأي أو الفكرة أو الاستراتيجية إلى حيز التنفيذ الناجز فهل نجحت الحكومة مرة في توصيل استراتيجيتها إلى آخر المشوار، وأعتقد بأنه من أهم أسباب فشل الحكومة هو فشل إعلامها وفشل المتحدثين أو الناطقين باسمها بأي شكل من الأشكال، ولذلك كان المعارض في الصف الأقوى..!!.
في تصريح أخير لوزيرة التنمية ووزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتورة رولا دشتي تقول وبالحرف وأنا هنا أنقل جزءاً من تصريح الوزيرة حيث تقول «إن الشفافية والتعاون سيكونان نهج المرحلة المقبلة من أجل الإنجاز والبناء» (أي إنجاز وأي بناء يا دكتورة» ثم تضيف: «وهذا ما يتطلب وجوب فتح أبواب الحوار المنفتح والهادف على مصراعيه بين جميع فئات وأطياف المجتمع لنزع فتيل افتعال الأزمات والاختناقات التي ضاق بها المواطن ذرعاً»، هذا جيد ولكن ألا يجدر يا عزيزتي رولا أن يكون لديك – كحكومة – إعلام جاذب وإعلام ناجح كي يتبنى الحوار والانفتاح وينجح في جذب وتفاعل وتصديق المواطن أو المشاهد والمستمع إلى تلك المرئيات والاستراتيجيات التي تروج لها الحكومة، وأما الحوارات في الغرف المغلقة أو في صالات الخمس نجوم، وفي الاجواء الرومانسية الحالمة فمثلها مثل حفلات عرض الأزياء وحفلات الكوكتيل، تنتهي جاذبيتها بانتهاء الفعالية.
نحن لسنا دولة ناجحة ولكن أيضا لسنا دولة فاشلة ونحن لسنا مجتمعاً فاضلاً وأيضا لسنا مجتمعاً شريراً ولكن نحن دولة تعاني من عدم الانضباط ومجتمع متأثر من جراء عدم الانضباط، وهناك اذن تداعيات كثيرة ومطالبات كثيرة وهنا يأتي دور الحكومة الناجحة والإعلام الناجح ومن هنا أقول أيضا لا ولن تتمكن الحكومة من الخروج من الأزمات والاختناقات الراهنة إلا إذا خطت خطوات جريئة وأن تقود لا أن تنقاد وأن تؤثر لا أن تتأثر، هناك ضغط رهيب وقوة غاشمة من قبل المعارضة المدعومة بالتأييد من القوى والأحزاب الدينية والقبلية، فيما يتوارى المؤيدون والمناصرون أو الموالون للحكومة خلف الأبواب، لأن الحكومة لا تعرف أو ضائعة أو عاجزة عن تجميع المؤيدين لها في بوتقة العمل الجماعي مع وقفة إعلامية قوية!!.
خلاصة القول، العبور من الفراغ الراهن إلى مرحلة الاستقرار يتطلب جهداً مضاعفاً من الحكومة، وهذا الجهد ليس بالاجتماعات واللقاءات عبر الأبواب المغلقة ولكن يتحقق كما قالت الوزيرة رولا بالشفافية والتعاون وأيضا بإعلام ناجح متفاعل.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.