اصبحنا مثل لبنان.. منذ عشرات السنين والاحوال معلقة عندهم.. كل الاغتيالات التي تمت هناك، وذهب ضحيتها زعماء سياسيون من كل التوجهات والطوائف ما زالت دون عنوان.. وكل التحقيقات بهذا الخصوص لم يعلن عن نتيجتها حتى الان.. ولا اكبر من اغتيال الحريري الذي لم تعلن حتى المحكمة الدولية من وراءه.
في الكويت.. ومنذ سنوات طويلة ونحن نسمع عن اختلاسات وناقلات وقبيضة وتحويلات… من دون ان تغلق كل هذه القضايا لنرسو على بر… فاستمرار هذه القضايا مفتوحة تدفع باصحاب الشعارات والتلويح بالملفات الزرقاء والبيضاء الى ان يستمروا في رفعها ملوحين بها في كل لقاء او حوار.
وستستمر هذه الاتهامات حطباً يزيد نار الفتنة والتخلف بالكويت عاما بعد عام.. ولن ينجم عن هذه النار سوى سواد دخان يحجب سماء النهضة والتنمية.. وسيعرقل خطة التقدم خطوة خطوة.
وطالما كان هناك مجهول.. فهناك من يلهو بعقول الناس ويلحسها.. ويقودها هنا وهناك حسب ما يريد هو، وحسب ما تقوده مصالحه.. والناس من السهولة ان يقادوا لانهم لا يرون سماء صافية ولا افقا مفتوحا… وما اكثر من يبدع في فن النصب والاحتيال بناء على المجهول… وإلا لما اثرى ضاربو الودع وقارئو الفنجان وقارئو المستقبل على حساب ضعفاء الايمان والعلم.
ألا تستدعي الظروف الحساسة التي يمر بها بلدنا ان نستعجل اغلاق بعض هذه الملفات، لنضع حدا لكل فنون التمثيل والنصب على الناس.. بدءا من سأفضح.. وعندي معلومات.. وأقطع ايدي.. واقسم بالله العظيم لو.. فلا يعقل ان ايا من هؤلاء لم يقدم كل المعلومات القيمة والعظيمة التي يملكها في ملفاته الى النيابة العامة، ليساعدها على الاقتصاص من المجرمين سراق المال العام واصحاب التحويلات.. وليعلن بطولته امام الشعب الكويتي كله.
واقسم بالله العظيم انه لو اقدم اي من نواب التأزيم واصحاب التلويح بالملفات واصحاب المعلومات، التي بنى عليها مواقفه وتأزيمه، الى القضاء.. ليكون ذلك مستندا يؤكد اقواله ويريحنا من النصابين وسراق المال العام والقبيضة.. لاشترك كل اهل الكويت الشرفاء، نساء ورجالا، شيبا وشبابا.. في بناء تمثال له يوضع في ساحة الصفاة، ونسخة اكبر منه عند دوار المطار، ونسخة منه اكبر واكبر وسط ساحة الارادة، ليكون رمز الارادة الكويتية.. على الاقل يكون عندنا تمثال لشخصية فذة، تطبع صوره على كراسات الطلبة ووجبات طعام رياض الاطفال.. لينهلوا منها اخلاق حب الوطن.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق