حسن كرم: قبل أن تغرق الحكومة وتغرق معها البلد

يبدو ان الحكومة لا تجيد العوم بعيداً عن الشاطئ فهي تؤثر السلامة على تحقيق انجاز!!..
حتى هذه اللحظة لا نعرف كيف نصف هذه الحكومة هل هي حكومة تصريف العاجل من الأمور ام هي حكومة كاملة الدسم وبالتالي طويلة العمر، ام هي حكومة جاءت لمهمة معينة ثم ترحل؟ حقيقة لا نعرف اين نضع هذه الحكومة وللعلم فهي الحكومة الثالثة للشيخ جابر المبارك في خلال اقل من سنة، والثلاث حكومات حملت صفة الحكومات المؤقتة، وكأنها بذلك تريد ان تقول للشعب لا تحاسبوني انا حكومة راحلة لا املك قراري واذا صح هذا فلا ريب ان هذا هروب من تحمل المسؤولية وبالتالي لا تستحق هذه الحكومة ان تبقى دقيقة واحدة في مكانها..!!.
فهل من المعقول ان تنشغل هذه الحكومة بمسألة الدوائر الانتخابية وكأنها كبيرة الكبائر وتعطي ظهرها لقضايا ومسائل اكبر واعظم خذوا على سبيل المثال انهيار البورصة وانهيار الخطوط الجوية الكويتية والحرائق المتعمدة في امغرة وجمود الوضع الاقتصادي وغياب الرؤية المستقبلية.
وغير ذلك من القضايا هل للحكومة اجندة او برنامج فوري لحل تلك القضايا وغيرها من الأمور العاجلة والمهمة؟!!.
هل من المعقول ان تنهار الخطوط الجوية الناقل الرسمي الوطني الذي يحمل على صدر طائراته علم الدولة وتتوقف طائراتها الواحدة بعد الاخرى عن العمل دون ان يرف جفن الحكومة او يرق قلبها وكأن القضية لا تعنيها هل من المعقول ان يصل تداول البورصة الى مستوى الانهيار وتظل الحكومة متفرجة هل من المعقول ان تضرم الحرائق في مناطق السكراب ويظل الفاعل مجهولاً.. وهل.. وهل..؟!!
اقول وبكل ألم على هذه الحكومة ان تحدد موقفها اما ان تثبت انها على قدر المسؤولية وانها قادرة على تحقيق الانجاز واما ان تعترف بعجزها وترفع راية الاستسلام وترحل.. ولعل رحيلها ارحم على البلد من بقائها بلا انجاز.
في الجلسة الافتتاحية الأولى لمجلس (2009) والتي دعا اليها رئيس المجلس السيد جاسم الخرافي في الاسبوع الماضي حضرت الحكومة للجلسة على استحياء وعلى خوف وتردد وكأنها لا تدري ما هو العمل المطلوب منها هل هو وأد هذا المجلس ام استمراره. مع ان سياسياً استمرار مجلس (2009) اقل كلفة عن الحكومة وعلى البلاد من حله واجراء انتخابات جديدة.
الآن ما هو المتوقع اذا ذهبت الحكومة للطعن او لأخذ رأي المحكمة الدستورية حول الدوائر الانتخابية ومتى سيصدر حكم المحكمة الدستورية؟ والمتوقع ان لا يقل عن ثلاثة الى اربعة اشهر فهل في خلال تلك المدة تجلس الحكومة وتضع يداً على يد بانتظار صدور حكم المحكمة ألم يكن يجدر بالحكومة تفعيل العمل بالمجلس وتشجيع النواب المشككين والمترددين من حضور الجلسة الماضية والجلسة القادمة كي تتحرك الدماء المتوقفة في شريان البلد؟!!
فعندما نقول ان الحكومة لا تجيد العوم بعيداً عن الشاطئ فذلك واضح فهي لا تريد الصدام مع الغوغاء والفوضويين وعاجزة عن ان تكبح جماح هؤلاء الغوغائيين الفوضويين المسمين بالاغلبية، وهي اغلبية خارقة للدستور وخارقة للقوانين وخارقة للاعراف الاجتماعية.
استسلام الحكومة كلياً لهؤلاء الغوغائيين يعني سقوط الدولة تحت اقدام الجهلة والدائسين في بطن الدستور والخارقين للقوانين.
استسلام الحكومة لهؤلاء هو يعني لا انجاز ولا تنمية ولا هدوء .. لا استقرار ولا تحقيق للعدالة الاجتماعية.
والخلاصة.. لا خيار امام الحكومة فإما ان تكون حكومة انجاز واما ان ترحل .. فالاوضاع لا تقبل المزيد من الانتظار!!.

يا وليد ماذا تريد أن تقول؟!!

للنائب وليد الطبطبائي شطحات تدل على شخصيته الظريفة وعليه قد لا نأخد تعليقاته موضع الجد، على سبيل المثال تعليقه الاخير بمناسبة ذكرى الغزو العراقي لوطننا الغالي الكويت فماذا قال الطبطبائي في هذه المناسبة الحزينة؟ قال وانا هنا انقل تعليقه حرفياً حسب ما نشرته الصحافة «ان الثاني من اغسطس قد جاء بالغزاة العراقيين على ظهر دبابة وردهم الله على اعقابهم لكن غزوا جديداً جاء بعده من ايران وبوسائل اخرى وبموافقة السلطة» (انتهى).
فماذا يقصد الطبطبائي بهكذا تعليق الذي لا رابط بين اوله واخره غير اللهم الاثارة والضرب في خاصرة النظام وهل يتصور الطبطبائي اذا قال مثل هذا التعليق كسب الشارع او وافقه عليه المواطنون ام هو رسالة برسم الوصول الى الآخرين؟!!
فأين الغزو الايراني وعلاقة الكويت مع ايران بالمقارنة مع بعض دول المنظومة الخليجية ليست على وفاق فلا زال الخلاف قائماً على قضية الجرف القاري وعلى تقاسم الحصص في حقل الدرة البحري المشترك، بينما علاقة دولة الامارات العربية التي تحتل ايران جزرها الثلاث اقوى من علاقة الكويت بايران والتبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي زاد على (11) مليار دولار وهناك آلاف الشركات الايرانية ومئات الآلاف الوافدين الايرانيين العاملين في دولة الامارات، بينما التبادل التجاري بين الكويت وايران بأفضل الحالات لا يزيد على الـ (200) مليون دينار وعدد المقيمين الايرانيين في الكويت في تناقص فأي غزو ايراني بالتالي للكويت هذا الذي يتحدث عنه وليد الطبطبائي؟!!
يا عزيزي افتح عينيك وانظر حولك جيدا ولا تنظر للأمور بعين واحدة واذا كان ثمة غزو للكويت اكيد انت تعرف مصدره لكن الاكيد ليس غزوا ايرانيا.
اتق الله يا هذا في وطنك وقل قولاً سديداً او خير لك ان تصمت يرحمك الله.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.