عبداللطيف الدعيج: الكذب المتواصل للجماعات الدينية

متخلفو السلف والتلف، بالمناسبة التلف تعني الاخوان او حركة «حدس» التي يريد بعض ادعياء الوطنية والديموقراطية هنا تحصينها عبر الاشهار الرسمي للاحزاب، في ظل التغييب الكامل لحرية الرأي والمصادرة القانونية لحق التعبير والنشر. متخلفو التطرف الديني لديهم حساسية تجاه كلمة متخلف ورجعي، رغم ان حضراتهم يعلنون جهارا نهارا انهم يريدون ان يرجعوا بنا الى الزمن الذي مضى. زمن السلف الصالح أو الى ألف وخمسمائة سنة وراء. إذا ألف وخمسمائة سنة لاتكفي لوصفكم أو بالأحرى وصمكم بالرجعية فما الذي يكفي؟.

الاخوان، قصدي جميع المتطرفين يريدون منا ان نطلق عليهم كلمة «محافظين»، هكذا قدمهم الناشط الديني والنائب والوزير السابق اسماعيل الشطي، قبل سنوات. وهكذا ايضا اعلنوا عن انفسهم قبل ايام في مؤتمر دواويني كان من ابرز حضوره الناشط الاخوانجي، النائب السابق مبارك الدويله. يريدون ان نطلق عليهم صفة «المحافظين»، يعني يتسمتون وسط مارغريت تاتشر وبقية لوردات الانكليز، الذين هم المحافظون، ومحافظتهم ترتكز على عدم ترحيبهم بالجديد وليس منعه. بل معنى المحافظة الحقيقي هناك هو «الاستقرار» وليس التغييرات المفاجئة. هذا هو الخلاف الاساسي بين حضرات متخلفينا و«المحافظين». اصلا المحافظة هناك هي على «النظام» خصوصا الاقتصادي في مواجهة الاشراكيين، بينما عندنا هي على الاخلاق وعلى السلوك. جماعتنا يريدون ان يفرضوا علينا سلوك، ليس الاباء والاجداد، بل سلوك وعادات القرون التي خلت.

مواجهتهم هذه الأيام بالكذب والتدليس تقلقهم. والواقع اننا لم نلجأ الى هذا التحريض المكشوف ضدهم الا بعد ان تمادوا في هذا الكذب، وتمادوا في رفع الشعارات التي تتعارض اصلا وواقعهم وكينونتهم الاجتماعية والدينية. شعار «الأمة مصدر السلطات» يعني ان الامة هي التي تشرع والامة هي التي تحكم، يعني تلغي الفروض ان شاءت وتكفر بما انزل الله ان اتفقت. فهل هذا ما يؤمن به حقيقة السلف والتلف وبقية فلول القاعدة الذين يريدون فرض تطرفهم الديني بالقوة على كل خلق الله؟ طبعا لأ… ونيابة عنهم والف لأ. لذلك هم كذابون ومدلسون الى ان يكشفوا الشعار الحقيقي، وهو الامة مصدر السطات بما لا يتعارض والشريعة الاسلامية. وبالمناسبة الشريعة الاسلامية هي شريعتهم هم، وهي فهمهم هم وحدهم للعقيدة وللفروض والاحكام.

لم نخطئ على الاطلاق بتسميتهم وفقا لواقع حالهم، كذابون ومدلسون وملاك براءة الثلاث ورقات، ولم نتجن على احد.. فهم كذبوا وما زالوا.. وهم يمارون وينافقون ديموقراطيا في كل يوم… وفي النهاية انا لست من جماعة احترمونا.. نحترمكم.. لأ.. عندي انا احترموا انفسكم اولا…. وبعدين يصير خير.

***

بأي لغة نكتب؟!

مقال امس، مكتوب حرقة على أبطالنا الاولمبيين الذين لم يلقوا الترحيب والتشجيع الكافيين. كل ابطالنا، وفي مقدمتهم بالطبع البطل الاولمبي الوحيد فهيد الديحاني. بعض القراء مع الأسف فهم اعتراضي على ان «علما بأن أغلب التمجيد به تم مع الأسف قبليا، أي لانه مطيري»، فهم انه اعتراض على تمجيد البطل فهيد الديحاني من قبل المطران، مع ان الهدف الحقيقي كان هو الاعتراض على بقية الكويتيين الذين بحكم تخلفهم الرياضي، الذي شرحته في المقدمة، لكونهم ينظرون الى التأهل «وكأنه لا يعني احدا.. اذ لا يزال تأهلا «شخصيا»، لا نزال ننظر اليه على انه مكسب فردي لصاحبه، وليس مكسبا اجتماعيا ووطنيا عاما علينا جميعا ان نحتضنه ونفخر به»، لهذا لم يتلق البطل فهيد الديحاني التشجيع المطلوب، وان تلقى جزءا طفيفا منه فانه ــــ ومرة ثانية ــــ تلقاه مع الاسف من ابناء قبيلته بوصفه كذلك وليس بصفته مواطنا كويتيا. فهل فهمتم؟

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.