حسين عصفور: حاسوها حدس

فوجئنا بالأمس بموقف حدس من خلال استضافتهم السفير الإيراني وهم من كانوا ينتقدون غيرهم في علاقته مع إيران، واشتد موقفهم هذا بعد الأزمة السورية الحالية بشكل واضح، ففي السابق كانت أصواتهم تتعالى بساحة الإرادة من خلال حرقهم للعلم الإيراني، وعابوا على كثير من السياسيين ولعل أبرزهم وبصراحة مطلقة سمو رئيس الوزراء السابق ناصر المحمد الصباح، على الرغم من أنه كان يمارس واجباته التي من ضمنها توطيد العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وبقية الدول.
فلماذا علت أصواتهم في السابق وهم اليوم يستقبلون السفير بصدر رحب؟
وبالرغم من هذا شاهدنا من خلال هذه الاستضافة صوراً بدا فيها أحد أعضاء مجلس الأمة الحدسيين يصافح السفير الإيراني، وهذا شيء يبين مدى تلونهم من خلال تحليلهم هذا الشيء لأنفسهم وتحريمه على غيرهم، وخاصة أن هذا العضو كان ضمن من كانوا يطالبون ويهتفون وبصوتٍ عال بقطع العلاقات مع إيران وطرد السفير الإيراني، واعترضوا على حفل العشاء الذي أقيم في أحد الفنادق، وإني لأستغرب من سرعة تغييرهم لمواقفهم دون أي خجل، ولايزال هناك سؤال يحيرني لماذا إذاً هتفوا وقالوا قاطعوا إيران؟!
قد يكون ردهم على هذا التساؤل بأن الحضور كان تلبية لواجب اجتماعي بحت وليس له أي مضامين سياسية، أو أن هناك مصالح مشتركة بعيداً عن الأمور السياسية، ولو سلمنا جدلاً فلماذا لم يعذروا غيرهم في مثل هذه المواقف على الرغم من أن فعل غيرهم الذي انتقدوه كان مبرراً وفعلهم بالأمس صدمة وغير مبرر نهائياً منهم.
لقد أثبت الحدسيون أنه لا مصداقية لهم، ويبيحون لأنفسهم أي فعل مرتبط بمصالحهم حتى ولو كانوا قد عابوه على غيرهم، فهل آن الأوان أن يعتذروا لغيرهم عن الإساءة؟
إجابة على ذلك يجب أن يعتذروا للشيخ ناصر المحمد كي نحترمهم.
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.