رفع سقف المطالب، وانفلات الخطاب، وبلبلة الأفكار، وتسخين الساحات، وخلط الأوراق والزج بالشبان في أتون الغضب وحثهم على الفوضى بحجة الحق في التعبير، ممارسات سياسية تعكس انتهازية من يحاولون (بصمت ودهاء) استغلال الربيع العربي والعمل على تهريبه وإدخاله إلى مجتمعاتنا الخليجية الآمنة والمزدهرة.
عوامل كثيرة شجعت الانتهازيين على الاستعجال بعملية تهريب الربيع، وأهمها شهوة التقليد لدى عموم الناس والرغبة الدفينة في استيراد كل ما ينتجه الآخرون بصرف النظر عن مدى ملاءمته للمجتمع المحلي. وكذلك حالة الترف الفكري الذي تعيشه مجتمعات دول الرفاة. ذلك أن توافر مقومات الحياة الجيدة تصرف نظر الإنسان عن رؤية ربيعه الخاص الذي تفيأ ظلاله منذ يوم مولده.
للانتهازيين مشاريعهم الخاصة والسرية وقطعا سوف يواصلون ركوب الموجة والاستقواء بالربيع العربي، لذا من الخطأ الدخول معهم في مساومات، أو تقديم تنازلات لهم. فالذي ينبغي فعله هو التوجه إلى الناس مباشرة وتحصين المجتمعات المستقرة بخطوة استباقية كبرى تتجلى بمشروع نهضوي يولد من رحم ربيعنا الخاص، لا من أوكار المهربين الانتهازيين.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق