يشعر كل العاملين في المجال الاعلامي، والمهتمين بازدهار مكتبات الكويت وانتعاش الحركة الثقافية فيها بامتنان خاص لهذا الاهتمام الكبير والفوري الذي ابداه رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الصباح، بدعم مكتبة «دار العروبة» بعدما تعرضت لحريق تسبب بخسائر كبيرة وتلف محتوياتها.
فقد اثبتت هذه المبادرة ان الثقافة في الكويت لا تزال بخير وان لها من يهتم بدعمها، على اعلى مستويات الدولة وكبار رجالاتها، وبخاصة وان مبادرة اميرية كريمة كانت قد انقذت قبل فترة مكتبة بارزة اخرى في البلاد من ظروف اقتصادية خانقة.
فلسمو رئيس مجلس الوزراء كل الشكر والتقدير على هذه المبادرة الكريمة والحرص على انقاذ مكتبة «دار العروبة»، بعيداً عن تعقيدات الروتين والتسويف التي كانت ستأتي حتماً على البقية الباقية من اسس المكتبة، اذا طال امد الاقفال. ولقد اظهرت هذه الكارثة من جانب اخر، الاخطار التي تهدد العديد من مكتبات الكويت في مجال الحماية من الكوارث، حيث باتت الحاجة ماسة الى تركيب وتطوير اجهزة الانذار فيها، وربطها بادارة الاطفاء والطوارئ، كما في البلدان المتقدمة وكي لا يهدد الحريق كذلك الاماكن اللصيقة والمجاورة كما يجدر باصحاب المكتبات انفسهم ايجاد نظام دعم تضامني فيما بينهم، بتبادل المساعدات والخدمات المالية واللوجستية لدى وقوع كوارث الحريق خاصة والاضطرار الى اقفال اي مكتبة لوقت محدود.
لقد اعادت مبادرة رئيس مجلس الوزراء الروح من جديد الى احدى ابرز مكتبات الكويت ودور النشر فيها، ولعل ما هو محل تقدير خاص من الجميع في اعتقادي ان هذا الاهتمام الفوري والكبير من سمو رئيس مجلس الوزراء جاء وسط الاوضاع المعقدة التي تمر بها الحياة السياسية في البلاد، وهيمنة صراعات سياسية وأولويات اخرى كثيرة، لا تستطيع الثقافة ان تنافسها للاسف.
والآن وقد زالت هذه الغمة، ومدت الدولة للمكتبة والدار يد المساعدة، فقد انتقلت مسؤوليات التجديد والنهوض بها الى مؤسسها الفاضل، الدكتور خالد عبدالكريم جمعة، الذي عاش بلا شك احد اصعب ظروف حياته من خلال ما وقع للمكتبة. وكلنا ثقة بأن الأديب القدير «أبا تميم»، سيعيد المكتبة الى روادها بأبهى صورة في اقرب وقت.. مع تمنياتنا له بالتوفيق وخالص الشكر لسمو رئيس مجلس الوزراء من جديد.
خليل علي حيدر
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق