تبّاً لكم ولتفاهاتكم, وتبّاً لعنصريتكم البغيضة التي حرقت قلوبنا ودمرت وطننا، تبّاً لتكسبكم الانتخابي وجهلكم السياسي، وتبّاً لأفكاركم الصبيانية، وأفعالكم الطفولية، وكلامكم غير العقلاني، فألعابكم مكشوفة لمن يريد كشفها، ومعروفة النهاية لمن قرأ تاريخكم، وكيف تديرون القضايا، زلزلتم البلاد وأزعجتم العباد، ولا أستبعد قراءتكم لكتاب غوستاف لوبون “سيكولوجية الجماهير” فعرفتم ما الذي يحركها, وما الذي يدفعها ويغير من أطباعها فاستعملتموه، وعرفتم ما يثيرها فكررتموه. علمتم أن التفاهة أسهل فهماً من المنطق، وأن الألقاب أسرع ارتكازا في عقول البشر من الحقائق، فاستخدمتموها، فصار لدينا حاتم الراشي، وجاسم السجان، والجماهير خلفكم تركض، فمن للحصانة يعرض وأمام القاضي يسحب كلامه ويمرض، الحذر الحذر يا ناس من أغلبية يتحكم بها “إخوان”، يتذكرون في الإمارات حقوق الإنسان، وفي سورية يبكون قتل المسلمين، ويندبون حظ السنين الذي أوقع السوريين في حفرة بشار، وفي البحرين يتدخلون، ولتقرير بسيوني يتناسون، وللمواطن البحريني يظلمون. فهم خونة مخربون، وللبحرين مدمرون، فكيف يطالبون برئيس وزراء جديد، فهذا حق لهم في الكويت فقط، فاضربوا ثورتهم بيد من حديد، فالشعب يريد، والحكومة تريد، ولكن نحن نقول ما نريد ونفعل ما نريد، وعند ذكر “بورما” لا يجدون صراعا طائفيا فيسكتون، ورغم هذا خلفهم الجماهير تصفق، تهلل، تكبر وتشيد، وإنا لله وإنا إليه راجعون. اختزلوا السياسة بحرب الكلام, أنت خصمي؟ لن أمد يدي للسلام، وسأطلق عليك من الألقاب ما يجعلك تصحو ولا تنام، وأهيج عليك الناس دون دليل, وسأفجر معك في الخصام، ومن ثم أفعل العكس، وأكرم السفيرة الأميركية بالقهوة العربية, فلقد ولى زمن الخصومة مع الأميركيين، ومن ثم أدعو السفير الإيراني، وأصرح بعدها بجدية، كانت غلطة فردية، والسلام من عاداتنا العربية، وما يحل لي يحرم عليكم، وما تفعلونه ينقص من قدركم، وما أفعله أنا لقدري يزيد. أهذه سياسة؟ بل هي كل ما يمكن أن يقال إلا أن يقال سياسة، قد تكون خساسة أو نجاسة، أو لعبا على الذقون, أو بقايا قاذورات النخاسة، تبّاً لكم ولتفاهاتكم، ولعنصريتكم البغيضة، الشعب يتوحد عند الألعاب الأولمبية، وعندما يرمي “الديحاني” بالبندقية، ليظهر معدنا طيبا موجودا بداخلهم، وجوده يضركم، وتمزيقه يسعدكم، فهو ما يجعلكم على الكرسي الأخضر تجلسون، إنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق