“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة 2).
اعتقد أن الاستعمال السيئ لبعض “مواقع التواصل الاجتماعي” إما عن طريق نشر إشاعات مغرضة أو بهدف تشويه الوقائع الاجتماعية المحلية ربما سيؤدي إلى زعزعة الوحدة الوطنية. فبسبب الاتساع المتواصل للأثير الالكتروني, وبسبب انتشار شبكات التواصل الاجتماعي, أصبح من السهل على بعض الاشخاص السيئين استغلال “تويتر” و”فيس بوك” لبث الفرقة والتشتت والفوضى والاضطرابات في المجتمع الإنساني. ولأنه توجد لدينا حالياً في الكويت إجراءات فنية واضحة تعالج بشكل مباشر الاستعمال السلبي وربما الإجرامي لبعض مواقع التواصل الاجتماعي, فستستمر هذه المواقع مساحات فوضوية للبعض يستغلونها للتحريض ونشر الخطابات التفريقية بين المواطنين بهدف إضعاف الوحدة الوطنية, بل ويمكن استعمال “تويتر” بحسابات وهمية لاتهام بعض الأبرياء بما لم تقترفه أيديهم. ولأن الوحدة الوطنية في الكويت خط أحمر لا يسمح بالاقتراب منه عبر محاولة إضعافها أو تفتيتها, لذلك نملك الحق بالمطالبة بمزيد من الرقابة القانونية والفنية على ما تنشره بعض مواقع التواصل.
إضافة إلى ذلك, ليس من المفروض التساهل إطلاقاً مع من يستخدمون “حسابات وهمية” في “تويتر” أو “فيس بوك” أو غيرها في مواقع التواصل: فهؤلاء النفر يهدفون بشكل أو بآخر الى بث الفتنة في مجتمعنا الكويتي المتماسك. على سبيل المثال, لدينا في الكويت مساحة كبيرة من “حرية الرأي والتعبير” وديمقراطية شفافة حيث يستطيع أي مواطن مشاركة الآخر بآرائه الشخصية, ما دام يلتزم بأدب الحوار ويحرص على وحدتنا الوطنية. أما أصحاب حسابات “تويتر” الوهمية فهم عبر ممارساتهم المزيفة يبثون احدى فتن عالمنا المعاصر: “فتنة اللسان.” فمن يتعنى فتح حساب وهمي في “تويتر” لا يريد مواجهة الآخرين بهويته الحقيقية, وذلك لأن هدفه الشخصي من وراء هذا التزييف المتعمد هو نشر الفوضى والتناحر في المجتمع, والعياذ بالله. ولذلك, فمن المفروض أن تحرص وزارة الاعلام بل وحتى وزارة الداخلية على المضي قدماً ومن دون تردد في متابعة من يستعملون حسابات وهمية عبر التويتر لأن خطرهم يبدو أشد من أولئك الذين يسيئون استعمال مواقع التواصل. فوحدتنا الوطنية هي الضمان التاريخي والراسخ والذي يلجأ إليه كل الكويتيين عندما تحيط بهم الأخطار, أو عندما تزيد وتيرة التحديات الاقليمية. والله المستعان.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق