1926 كانت الثورة السورية قائمة ضد الانتداب الفرنسي، الذي اساء معاملة السوريين واستخدم معهم اساليب البطش والشدة لاخماد ثورتهم، لم تكن الكويت واهلها بعيدين عن الفزعة لهذا الشطر العزيز من الامة العربية والاسلامية. قامت اللجنة الاسلامية لاعانة المنكوبين ومقرها دمشق بمخاطبة المؤسسات الخيرية في العالم الاسلامي لإعانة الشعب السوري وتخفيف آثار النكبة التي حلت به، فاستجاب لهذا النداء المنتدى العربي الاسلامي، ومقره الهند، ويرأسه الوجيه التاجر الكويتي عبداللطيف العبدالرزاق، الذي خاطب تجار الكويت يطلب منهم جمع المساعدات والمبادرة لعمل الخير ومعاونة المنكوبين في سوريا، وطلب العبدالرزاق من السادة حمد الصقر وشملان بن سيف وحمد الخالد المشاركة في هذا العمل الصالح، وهؤلاء من رجالات الكويت البارزين رحمهم الله..
1936 هب الشعب الكويتي برجاله ونسائه للمشاركة في اكتتاب عام لجمع التبرعات للمجاهدين الفلسطينيين ابان ثورتهم العارمة لمواجهة الاستعمار الصهيوني، وقدرت المبالغ التي جمعت ذلك اليوم بأكثر من 230 الف روبية بخلاف الذهب والحلي التي تبرعت بها النساء في تظاهرة اخلاقية وخيرية مشهودة في البلاد..
1960 وعندما حلت كارثة زلزال اغادير في المغرب سارع اهل الكويت لتشكيل لجنة لجمع التبرعات لمنكوبي الزلزال وبلغت التبرعات حينها مئات الآلاف من الروبيات، كما نُشر في الجريدة الرسمية آنذاك كشف باسماء المتبرعين اعتزازا بهذا العمل المبارك.
لم تتوقف معاونة اهل الكويت لاشقائهم العرب والمسلمين في السراء والضراء حتى عندما كانت الكويت بلدة فقيرة لا مورد لاهلها الا البحر يعاني اهلها من شظف العيش وقسوته لم يمنعهم ذلك من مساعدة المحتاجين في العالم بعطاء لا محدود ونفس طيبة، فلما رزقهم الله النفط من تحت ارجلهم لم يتوقف عونهم ودعمهم للمحتاجين والمنكوبين حول العالم حتى اصبحت الكويت عاصمة الخير والحمدلله وحده.
لم تضع اعمال الخير هباء فعندما حلت كارثة الغزو العراقي وجد اهل الكويت الدنيا حولهم تساندهم من كل حدب وصوب وعلم الكويت الخفاق لم يزل يرفرف، فلا يضيع فعل الخير عند رب العالمين ولم ينس الناس في العالم قاطبة اليد الكويتية البيضاء.
ما زال الشعب الكويتي يواصل عطاءه وبذله للمعروف وهي شعيرة اسلامية عظيمة يرفع الله – سبحانه – بها الدرجات ويحط بها الخطايا ويدفع بها البلاء فانفقوا يا اهل الكويت في هذا الشهر الفضيل يمينا ويسارا واشكروا نعمة الله عليكم.. والله الموفق.
***
ملاحظة: الاحداث من كتابي «من هنا بدأت الكويت» للحاتم، و«بحوث مختارة من تاريخ الكويت» للغنيم.
وليد عبد الله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق