الآن بعد ان هدأت الأنفس, وبعد ان تمت معالجة الموضوع باسلوب وطريقة حكيمة من قبل السيد القلاف والشيخ بن جامع, وبعد سماعي ومشاهدتي لكل ما قيل من قبل السيد القلاف في البداية وباعتذاره الشجاع, وردة الفعل التي حصلت ضده, وجدت ان من واجبي أن أبين موقفي من كل ما حصل.
أولا : احب ان أؤكد احترامي وتقديري لقبيلة العوازم التي هي من اوائل القبائل التي اسست هذا البلد, وايضا لأسباب اخرى تتعلق بطيبة واخلاق ابناء هذه القبيلة الذين أصبحت محبتهم في قلب كل كويتي.
ثانيا: ان ما قاله السيد القلاف عن انتقاده الشيخ بن جامع في المقابلة التي اجريت في قناة “سكوب” تم الاعتذار عنه من قبل السيد القلاف بروح المسؤولية والشجاعة الأدبية وحرصا على مصلحة الكويت حتى لا تكون هناك فتنة بين ابناء الشعب الواحد, وهذا موقف يحسب للسيد القلاف الذي اعرفه جيدا فهو لا يتخذ موقفا خوفا من احد وانما خوفا على هذا البلد واهله.
ثالثا: ان ما قام به عدد من الاشخاص لاقتحام قناة “سكوب” بعد المقابلة هو امر غريب على مجتمعنا بدأ يتزايد في الآونة الاخيرة خصوصا بعد اقتحام مجلس الامة وتصوير بعض السياسيين ذلك بأنه بطولة, وهذا امر خطير يدفع بانهيار دولة القانون وأخذ الحق باليد, ما يرفضه الجميع جملة وتفصيلا.
رابعا: ان ما تلفظ به بعض السياسيين في احدى الندوات ردا على السيد القلاف هو اشبه ما يكون بصب الزيت على النار محاولين استغلال غضب ابناء القبيلة لكي يتكسبوا شعبيا وانتخابيا على حساب المصلحة العامة, وكان يفترض فيهم ان يكونوا محضر خير ويتحلوا بالحكمة ويقوموا بتهدئة الأنفس لا ان يزيدوا النار حطبا لانها لو اشتعلت اكثر لحرقت الجميع بلا استثناء.
لذلك فان الكلمات الجارحة التي صدرت من بعضهم في حق السيد القلاف مرفوضة, فللرجل أيضاً مكانته وتقديره عند كثيرين من اهل الكويت بسنتهم وشيعتهم, بحضرهم وباديتهم, ولم نسمع منه يوما تعدياً على أي فئة من فئات المجتمع الكويتي رغم آرائه السياسية الحادة والتي تعتبر أمراً طبيعياً في وضع سياسي غير طبيعي تشهده البلاد.
وختاما: ادعو الجميع الى ضبط النفس وزيادة التآلف والمحبة بين ابناء الشعب الكويتي, وان لا تكون المواقف السياسية سببا للكراهية فيما بيننا, فالاختلاف في السياسة أمر طبيعي لكن لا يجوز أن ندع ذلك ليصبح سبباً في تمزيق وحدتنا الوطنية وروح المحبة والتسامح التي جبلنا عليها, وعسى الله يحفظ الكويت وشعبها من الفتن ماظهرمنها وما بطن.
عضو في مجلس الأمة
alialrashed25@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق