“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة 2).
أعتقد أن المواطن الكويتي الحق هو من يدرك ويتذكر دائماً أن الكويت أمانة في عنقه, فهي وطنه ووطن آبائه وأجداده, ولد فيها وتربى, ويعيش فيها حياة كريمة لم تتحقق لملايين من بني البشر في هذا العالم الواسع. ولو لم تكن الكويت وأهلها وحكامها بلد خير وعطاء وأمن واطمئنان, لما تحققت فيها وحدتنا الوطنية وتعاضدنا نحن الكويتيين. فوطننا بلد استثنائي في أغلب جوانبه, فلقد تربى أهله على البر والعطاء وعلى التآلف فيما بينهم. ويندر في عالمنا المعاصر أن تتحقق وحدة وطنية جامعة كما تتحقق في الكويت: فلم يزل نبراسنا الأخلاقي التاريخي هو أن الوطن الكويت هي لمن أخلص لها وأوفى بتعهداته ومسؤولياته الأخلاقية تجاهها, ومن هذا المنطلق, فمفهوم المواطنة الحقة كما يتحقق في بلد الخير مُتاح لكل أبناء وبنات الكويت, ولذلك ترى المواطن الكويتي يحتضن وطنه في قلبه أينما ذهب وأينما إستقرت به الأسفار. فأمانة الوطن بالنسبة للأشخاص للنبلاء حق معلوم وميثاق أخلاقي لا ينفك وولاء وإخلاص وارتباط جسدي وعاطفي وذهني مميز.
ولعل أصدق دليل على الإخلاص والوفاء للوطن -وبخاصة عندما تبدأ تطل هنا وهناك الفتن برؤوسها القبيحة- هو أن يتقي الإنسان الله عز وجل في وطنه. ومن يتقي الله في وطنه هو من سيبتعد عن كل ما يمكن أن ينشر الفتن والقلاقل في مجتمعه. بل من “الأمانة” أيضاً أن يؤمن الشخص العاقل والأمين أن حاضر ومستقبل وطنه في يديه. فالمواطنون النبلاء على سبيل المثال, سيبذلون الجهود المتفانية والعمل الصادق لبث مزيد من التفاؤل والأمل في أوطانهم. فمن يزرع الأمل والتفاؤل في وطنه وتقدمه لابد له ان يحصد النجاحات والإنجازات له ولمن سيأتي بعده, بإذن الله تعالى, بل ان المواطن الحق هو من يشعر دائماً بعظمة مسؤولية أمانة الوطن في قلبه وفي ذهنه. فما يملأ فؤاده ويحرك فيه مشاعر الولاء والإخلاص والحب لوطنه هو إدراكه أن الكويت بسمائها وأرضها وبحرها وبرها وهوائها وأهلها الكرام أمانة غالية في قلوب الأوفياء من أبنائها وبناتها. “بوركت يا وطني الك¯ويت لنا سكنا وعشت على المدى وطنا”.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق