بلديتنا.. بلدية دولة الكويت اللي قالوا عن فسادها ما تشيله البعارين لا يبدو انها تخضع لدستور وقوانين حكومة دولة الكويت الحرة المستقلة، وانما على ما يبدو قد انفصلت عن الدولة الام وكونت لنفسها دولة مستقلة بدستورها وقوانينها وحكومتها ولذلك فهي تعمل وتقرر وتنفذ حسب رؤاها وحسب مزاجها الخاص لا بما يقرره دستور وقوانين واعراف الدولة الكويتية!!.
وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية التي يستحوذ على مرابعها احزاب التأسلم السياسي ولكي تظهر على الملأ بوجه من البراءة والنقاوة القت الكرة في ملعب البلدية ناعية ان البلدية هي الطرف المخول عن تخصيص مواقع للكنائس ودور العبادة وكان هذا كافياً حتى يلتقط اشاوس وفرسان المجلس البلدي فيعلنوا وفقاً لتصريحات نقلتها عنهم الصحف عن رفضهم اقامة كنيسة في موقع ناء بعيد في منطقة جليب الشيوخ ضاربين عرض الحائط بالدستور والقوانين والاعراف والتاريخ الطويل والمشرف من الانفتاح والتسامح الديني والتعامل الاخوي للدولة الكويتية نظاماً وحكومة وشعباً وعلى قدم المساواة مع الاخوة المسيحيين ومع غير المسيحيين وهذا لا لأن الدستور يؤكد على حرية العبادة والاعتقاد وانما هي طبيعة مجبولة منذ نشأة هذه البلاد على التسامح والانفتاح.
كيف اذن تجرأت البلدية او المجلس البلدي او اعضاء المجلس على مخالفة دستور الدولة وقوانينها واعرافها فهل سلطة البلدية ومجلسها فوق سلطة الدولة ام ان للبلدية ومجلسها دستوراً وقوانين تخالف دستور وقوانين الدولة الكويتية؟!! فالذي نعلمه ان البلدية ومجلسها جهاز خاضع لسلطة الحكومة وان الحكومة هي التي توافق على قرارات المجلس البلدي لا العكس فأين الحقيقة ولماذا تغاضي الحكومة جهازاً تابعاً لها يسيء لسمعة الكويت في المحافل والهيئات الدولية وهل وصل الضعف بالحكومة الى درجة عاجزة عن السيطرة على جهاز حكومي تابع لسلطتها فبأي وجه او بأية ذريعة تستطيع الحكومة ان تدافع عن الحريات الدينية لدى المحافل الدولية والمجالس الحقوقية؟!! وها هي صنائع الخير المباركة الاتية من المجلس البلدي اخذت تهل على البلاد، حيث اعلنت الممثلية البابوية (الفاتيكان) في الخليج نقل مقرها من الكويت الى البحرين «حيث يتوافر مناخ يسمح بتنظيم اجتماعات مسيحية والسبب الثاني ان البحرين مرنة لجهة منح تأشيرات الدخول الى الكاثوليك الاجانب لتنظيم لقاءات للقساوسة والمبشرين».
شوفوا وين وصلونا بعد ما كانت الكويت مضرب الامثال بالتسامح الديني والانساني؟!!.
ما أقول الا يلعن ابو السياسة التي خلت الحكومة تخاف حتى من ظلها.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق