كان الكثير من وجهاء وتجار البلاد اصحاب رأي وفكر وكانوا يحرصون على جلب الكتب من خارج البلاد بواسطة المسافرين ومنهم من تزود بالعلم في مدارس نظامية كما هو العم الاستاذ احمد زيد السرحان المولود في سنة 1915 والذي وهب له الله تعالي عمراً مديداً قضاه في العلم وحب الثقافة والفقه والادب وتذوق الشعر، وكان يصغي الى الانشطة الادبية والثقافية وكلما ذهبت الى ديوانه العامر كان يدني مجلسي منه، ويقول انه يرغب في الاستماع الى الاذاعة ولا يشاهد التلفزيون والفضائيات الا قليلا.. ويتيح له الراديو وفي خلوته الاستماع الى اخبار العالم والدول العربية، وكثيراً ما حدثني عن مواضيع اوردتها في برامجي الثقافية والشعر العربي في الستينيات وكان يقرأ ما يقدم اليه.. ويحرص على متابعة كتب الادب والشعر.. وكان الرجل صاحب مشورة ورأي يتواجد في الصباح الباكر في مجلس صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر حفظه الله ورعاه.. وفي مجالس القياديين في الدولة ليبادلهم الرأي والمشورة والنصح.
بعد ان درس الراحل في الكتاتيب عند المطاوعة التحق بالمدارس النظامية في الاحمدية والمباركية ودرس اللغة الانجليزية في مدرسة الارسالية الامريكية، ثم اكمل دراسته في المدرسة الانجليزية الخاصة في بغداد سنة 1935، وكانت مدرسة نموذجية تضم ابناء الوجهاء، واكب المرحوم زيد السرحان الحركة الوطنية وكان من الداعين للديموقراطية وتطوير الحركة السياسية منذ المجلس التشريعي الاول سنة 1938 وعمل لدى شركة النفط في سنة 1936 وتولى رئاسة بنك التسليف والادخار. وله اعمال خيرية كثيرة بعيدة عن الاضواء الاعلامية.
انتخب الفقيد عضواء في مجلس الأمة سنة 1963 وتولى منصب نائب رئيس المجلس ثم ترأس المجلس سنة 1967 وعرف بصاحب الرأي السديد وكان يزن الأمور بالحكمة واخذ المشورة من الآخرين. والمرحوم السرحان رجل عرف بعمل الخير بعيداً عن الاضواء الاعلامية وكان دائم السؤال عن رابطة الادباء ويحرص على قراءة مجلة الرابطة «البيان» وحول حاجة الرابطة الى تجديد مبناها القديم ذهب معنا لعرض الموضوع على المغفور له الشيخ جابر الاحمد في 2002/7/29 وكنت انا رئيساً لرابطة الادباء ورافضاَ الدكتور يعقوب يوسف الغنيم كأحد الموسسين للرابطة والدكتور خالد الشايجي والاستاذ حمد الحمد.. وتابع موضوع تجديد مبنى رابطة الادباء في ذلك الوقت معالي وزير الاعلام الشيخ احمد فهد الاحمد حيث سار الموضوع وفق تقارير وزارة الشؤون والبلدية ان جوانب من المبنى ايلة للسقوط وانجز المخطط الهندسي لاعادة بناء الرابطة.
وكان المرحوم السرحان دائم السؤال عن بناء الرابطة كلما ذهبت اليه في ديوانه بالخالدية وكان حريصاً على الوقوف معنا في كل أمور الرابطة.
كما كان يحضر انشطة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري في الكويت وخارجها وهو من رواد النادي الادبي الاول الذي تأسس بجهود اهلية في 15 من رمضان سنة 1342 هـ_ الموافق 24 من ابريل سنة 1924 حيث تولى رئاسة النادي الادبي المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح.
وكان احمد زيد السرحان يتابع مع وصل اليه حال مجلس الأمة من الاستعراضات الشخصية والضجيج والتدخل في امور عديدة حتي ضجر منه الشعب ويقارن الحال بتك الايام السابقة التي كان فيها الود والاحترام في اسلوب المخاطبة وطرح الاراء بهدوء وسكينة.. رحم الله الفقيد احمد زيد السرحان.
وبعد ذلك نسأل هل يبقى مجلس الأمة على حاله الآن في انحدار وهبوط قد يؤثر في مسيرة الديموقراطية، وبعد ذلك نسأل من يعيد المجلس الى ما كان عليه من قبل؟.
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق