“ساهر الليل” أقوى مسلسل

مع اقتراب المسلسلات الخليجية الرمضانية من نهايتها أثبتت بعض الأعمال بحسب الرصد الإعلامي انها الأكثر جماهيرية خاصة مسلسل «ساهر الليل 3» الذي حظي بأكبر قدر من الاهتمام خلال الشهر الفضيل.

أعمال أخرى تضمنت مستوى فنيا جيدا وحشدا من النجوم ولكن لم تنجح إما لضعف الإخراج او لظروف أخرى كمواعيد العرض.

وفيما يلي قراءة فنية حول أبرز ما عُرض من هذه الأعمال هذا الموسم:

ساهر الليل

فرض «ساهر الليل.. وطن النهار»، وهو الجزء الثالث من سلسلة «ساهر الليل» للمؤلف فهد العليوة والمخرج محمد دحام الشمري نفسه كأكثر الأعمال شعبية وأقواها هذا الموسم.

بعد حقبتي السبعينيات والثمانينيات، بلغت السلسلة العام 1990 الذي شهد الصفحة الاكثر سوادا في تاريخ الكويت، صفحة الغزو الصدامي الغاشم وما شهده من مآس ومعاناة ومواقف انسانية، فقدم الثنائي العليوة ـ دحام عملا دراميا ناجحا ومؤثرا على مستوى النص والسيناريو والحوار وكذلك الاخراج رغم بعض الاخطاء البسيطة في الديكور التي تعزى الى ضيق الوقت، رغم انها تحولت الى مادة دسمة للنقاش من قبل الجمهور الكبير المتابع للمسلسل.

الاداء التمثيلي بدوره اعطى العمل زخما كبيرا، فالاخوان محمود وعبدالله بوشهري سجلا ظهورا لا يقل تميزا عن الجزأين الاولين، وكذلك الممثل فؤاد علي الذي اجاد دور الاسير فيصل والممثلة هيا عبدالسلام قدمت دورا نوعيا طال انتظاره في الدراما الكويتية، اظهرت فيه طاقاتها التمثيلية الكبيرة بتقديمها شخصية المناضلة مريم.

المسلسل ضم ايضا كوكبة من النجوم الكبار الذين شكلوا اضافة نوعية، لاسيما جاسم النبهان واحمد السلمان ومحمد المنيع وباسمة حمادة الى جانب الشباب ملاك وعبدالله الزيد وعبدالمحسن القفاص.

مفاجأة المسلسل الاجمل كانت الظهور الرائع والموفق للثنائي محمد صفر ويوسف البلوشي في دوري فهد وسالم اللذين دخلا قلوب المشاهدين وشكلت قصتهما وقربهما سنا وروحا خطا دراميا من اجمل الخطوط في مسار الحلقات.

العمل تميز كذلك بمقدمة غنائية عذبة ومستوحاة من جو المسلسل بصوت سفير الغناء الخليجي الفنان عبدالله الرويشد من كلمات الشاعر بورسلي وألحان عامر جعفر.

نجاح «ساهر الليل» كشف رغبة المشاهدين العميقة في مشاهدة اعمال درامية تسلط الضوء على فترة مهمة في تاريخ الكويت لم تحظ بالمعالجة الكافية على المستوى الدرامي.

اثار المسلسل جدلا كبيرا في العراق وبرزت اصوات تشير الى انه يسيء الى العراقيين، لكن المتابع للعمل بدقة يستطيع الجزم بانه لم يتضمن مساسا او تجاوزا بل حرص على التأكيد على ان العراقيين لم يكونوا جميعا راضين عن تصرفات نظامهم (مغامرة فيصل وهروبه) كما سلط الضوء على النسب بين الشعبين الجارين في مرحلة ما قبل الغزو (شخصية الوالدة العراقية).

للعام الثالث على التوالي يفرض «ساهر الليل» نفسه ضمن انجح الاعمال الدرامية الرمضانية، وبعد تراجع طفيف في شعبيته في الجزء الثاني العام الماضي عاد بلا شك الى الصدارة هذا الموسم وتابعنا عملا يستحق الثناء والاشادة والتقدير لكل فريق عمله.

امرأة تبحث عن المغفرة

تستحق زهرة عرفات بجدارة لقب أفضل ممثلة دور اول في رمضان هذا الموسم عن دورها الرائع في «امرأة تبحث عن المغفرة»، حيث جسدت شخصية شريفة الفنانة التي تدخل السجن وتنهار احلامها بعد سلسلة من التجارب العاطفية الفاشلة اولاها مع محمد العجيمي زوجها المتدين والمحافظ (احمد) الذي تنجب منه خولة (مروة محمد) والثانية غير شرعية مع عبدالله (ابراهيم الحربي) الذي يتزوج من ثرية طاعنة بالسن ليحقق طموحاته السياسية ويأخذ الطفل منها، والثالثة مع ناصر (غانم السليطي) الذي تنجب منه هبة ويعدها بتحقيق النجومية ثم يتخلى عنها لحظة تورطها.

القصة وهي من تأليف ايمان السلطان من البداية الى النهاية مشوقة وغنية انسانيا، سواء في محورها الرئيسي (شريفة) او باقي الخطوط الدرامية، ويواكبه اخراج جميل لمنير الزعبي وموسيقى تصويرية رائعة.

العمل ككل يحتل فنيا المرتبة الثانية هذا الموسم بعد «ساهر الليل»، وسجل ظهورا مميزا لكل من عبدالمحسن القفاص وعلي محسن وجواهر وفوز الشطي ولمياء طارق اضافة الى المذيع نواف القطان.

كنة الشام وكناين الشامية

على طريقة مسلسل «الاوراق المتساقطة» والمسلسلات التركية، قدمت لنا الفنانة هبة حمادة المثيرة للجدل بكل اعمالها «كنة الشام وكناين الشامية».

المسلسل الذي يعرض على «ام.بي.سي» الاولى ويضم مجموعة كبيرة من النجوم المخضرمين والشباب يعود لفترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي والتي شهدت ازديادا في الزيجات بين مجتمعي الكويت واهل الشام الذين دخلوا البيئة الكويتية وعاشوا تحت سقف البيت الكويتي الواحد.

على غرار العلاقة بين الفنانين محمد المنصور وإلهام الفضالة في مسلسل «زوارة خميس»، لامس مسلسل «كنة الشام» قضية علاقات الاقارب العاطفية، في داخل الاسرة الواحدة، بما فيها المحرمة منها، مثيرا الجدل مجددا حول واقعية الموضوع.

لا شك في ان المسلسل حقق شعبية هذا الموسم تجعله ضمن الاعمال الاكثر مشاهدة واهتماما، خاصة مع الدعاية الكبيرة له في «ام.بي.سي» لكنه حفل بعدة نقاط ضعف اولاها اصرار هبة حمادة على وجود الراوي في القصة رغم اضعافه للمسار الدرامي، كما ان الاخراج الذي تصدى له جمعان الرويعي جاء عاديا جدا، ويبقى العنصر الاقوى مجموعة النجوم، لاسيما إلهام الفضالة التي سجلت ظهورا مميزا في مسيرتها والشباب بشار الشطي وشجون وفاطمة الصفي الذين يفرضون انفسهم على الجمهور.

حبر العيون

بعد سلسلة طويلة من الأعمال التراثية عادت سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد الى الدراما العادية في «حبر العيون» من تأليف جمال سالم وإخراج أحمد المقلة الذي تؤدي فيه دورا إنسانيا مؤثرا وهو دور ربة الأسرة التي تنذر نفسها للاهتمام بزوجها المريض وابنتها المعاقة وان تلازمهما.

وقد أجادت «أم سوزان» كعادتها تقديم الدور لكنه كان سهلا جدا بالنسبة لها ولم يتطلب قدرات تمثيلية استثنائية كتلك التي عودتنا عليها في مواسم سابقة.

العمل يسير أيضا على محاور أساسية:

هند البلوشي (سلوى) التي تفقد ابنتها الوحيدة بعد حريق في ظروف غامضة وبفعل فاعل تمر بمرحلة نفسية صعبة تؤدي الى طلاقها من زوجها طلال (حبيب غلوم).
نيفين ماضي (حبيبة) التي تود السيطرة على حياة طلال وطرد سلوى منها.
أحلام حسن (بشاير) الفتاة التي يقودها ماضيها الى الزواج من شخص يذلها وتدفع ثمن ثقتها به وتضحيتها من أجله دخول السجن.
محمود بوشهري (محمود) يقع في حب فتاة توأم لأخرى سيئة الأخلاق تتسبب في طلاق أختها في ظل مشاكل أسرية كبيرة.

كل هذه القصص تلتقي في العمل الجيد فنيا على مستوى النص والإخراج والتمثيل لكن نقطة ضعفه الرئيسية كانت بطء الأحداث وكآبة المعاناة لكل من سلوى وبشاير وندى (هيا عبدالسلام بدور المعاقة) وقلة التشويق، فالخيط الغامض الوحيد كان قصة الطفلة التي اختفت، أما فيما عدا ذلك فكانت كل المشاهد مجرد عرض لسياق درامي تقليدي جدا.

خوات دنيا

يدور المسلسل حول حياة انيسة ورفيقات دربها المصرية ماجدة (مها أبوعوف) والفلسطينية ميسون (عبير عيسى) الى جانب ابتسام (زهرة الخرجي) وبدور (عبير أحمد).

القصة جميلة والمسلسل جاء حافلا بمواقف انسانية لرفيقات الدرب ويلقي الضوء على جانب مهم من المجتمع الكويتي وهو علاقة المواطنين بالوافدين خاصة الذين قضوا سنوات طويلة في البلاد او حتى ولدوا فيها.

انيسة التي هجرها زوجها عمران (سليمان الياسين) بعد ان تزوج سرا بأقرب صديقاتها (ابتسام) تجد نفسها أمام تحدي تربية ولديها ياسمين (زينة كرم) ومروان (محمد المسلم) والعيش وكأن الزوج المختفي غير موجود.

يدور الزمن ويعود عمران للظهور وكذلك ابتسام فنكتشف ان امل ابنة ابتسام (صمود) هي ايضا ابنة عمران اي اخت ابناء انيسة التي لا تعرف الحقيقة وكذلك الابناء بمن فيهم امل وياسمين التي كانت على اتصال بوالدها في سنوات غيابه والذي كان ظهوره بدعوة منها في ليلة زفافها.

وحدها ميسون تعرف بما جرى خاصة ان ابتسام تزوجت شقيقها جمال (قحطان القحطاني) الذي ادعى أبوة امل واخفيا الحقيقة عن انيسة.

العمل وهو من تأليف محمد عبدالله الحمادي وإخراج غافل فاضل من الاعمال الجيدة، نقطة ضعفه الرئيسية التي اثرت على جماهيريته لاحقا كانت البداية البطيئة والغامضة جدا للاحداث التي تسارعت في النهاية، والاضاءة المعتمة التي لازمت غالبية المشاهد.

لكن بالمقابل قدمت الفنانة سعاد عبدالله واحدا من ادوارها الجميلة، كما سجل الفنان الشاب مشاري البلام ظهورا رائعا ومختلفا عن ادواره السابقة في دور ياسر الشاب الذي يحب قريبته ياسمين والتي تغرم بدورها في شاب آخر.

«مجموعة إنسان»

على الرغم من مشاركة الفنان القدير سعد الفرج فيه لم يرق مسلسل «مجموعة الإنسان» لتوقعات المشاهدين وسيطر الملل والرتابة على أحداثه رغم ان الانطلاقة كانت مؤثرة عند فقد الفرج لأسرته.

خادمة القوم

كعادتها مؤخرا ظهرت الفنانة هدى حسين في عمل هي «النجم الأوحد» فيه ومحور كل الأحداث وطغى فيه الاهتمام بالشكل على المضمون، رغم ان القصة التي كتبتها الكاتبة القطرية وداد الكواري جميلة، الا ان العمل الذي تصدى لإخراجه سلطان خسروه جاء عاديا جدا إخراجيا، وبذلك شكل «خادمة القوم» تراجعا مقارنة بتجربته «الملكة» التي كانت أفضل بكثير بالنسبة للفنانة هدى حسين.

«شارع 90»

قصة جيدة شكلت التجربة الأولى للمؤلف عبدالمحسن الروضان الذي ركز على قضية الوحدة الوطنية من خلال شخصيات في شارع واحد يجسدون جميع مكونات المجتمع الكويتي.

لم يلق المسلسل ما كان يستحقه من متابعة بسبب الوقت القاتل لعرضه على تلفزيون الكويت مباشرة بعد الإفطار.
المصدر”الانباء”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.