اعتقد أنه من حق “وزارة الإعلام” الحرص على تنظيم استخدام موقع “”تويتر”” في الكويت وذلك بسبب مسؤولية الوزارة عن الإعلام عموما ومسؤوليتها كذلك عن تنظيم الإعلام الجديد (مواقع التواصل الاجتماعي). ومن يراقب جهود المسؤولين والقياديين الأكفاء في وزارة الإعلام في تنظيم إستخدام شبكات التواصل الاجتماعي يتفهم ضرورة وضع أسس قانونية وإجراءات فنية واضحة تعالج مشكلة اساءة استخدام “”تويتر”” (بشكل خاص). فإذا كانت شركة “”تويتر”” نفسها توضح في موقعها الاكتروني الرسمي “http://twitter.com/tos” شروط الاستخدام” والتي من المفروض أن يتقيد بها كل المشتركين. فمن حقنا في الكويت تنظيم الإعلام الجديد بما يتناسب مع حرية الرأي والتعبير البناءة. فعلى سبيل المثال, تؤكد شركة “تويتر” في صفحتها الرسمية أن ما ينشره المستخدم في “تويتر” يحكمه “قبوله وتقيده بشروط الاستخدام.” وبالطبع يدل حرص الشركة على توضيح شروط الإستخدام أن المشترك بهذة الخدمة الالكترونية مسؤول بشكل كامل عن محتوى ما ينشره, وعن كل “العواقب” القانونية والتي تأتي جراء الاستخدام المسيئيي, بل وتشترط الشركة التزام “المغرد” بالإجراءات والقوانين الدولية و”المحلية” والتي تحكم نوعية الاستخدام المناسب وبشكل نسبي- أي وفقاً لما تتطلبه القوانين والإجراءات المتبعة في بلد المستخدم.
فليس من المعقول مثلاً أن يسمح لبعض مسيئي استخدام “تويتر” التعسف في حرية الرأي والتعبير عبر إستعمال هذا الحق المشروع في تحقيق أمور غير مشروعة (الفتنة- القلاقل- الإضطرابات الاجتماعية- السب والشتم- وتشويه الوقائع الاجتماعية) وليس ممكناً أيضاً إتاحة الفرصة للبعض بممارسة “بلطجة الـ “تويتر”” أي التعدي على الأشخاص الآخرين وتهديد أمن المجتمع “Cyberbullying”. إضافة إلى ذلك, ما يشرعن ضرورة وجود قانون عقوبات واضحة يعالج الإستخدام المسيئي لشبكات التواصل الاجتماعي هو احتمال ترويج البعض للشائعات المغرضة عبر “الحسابات الوهمية” وما يترتب على ذلك من التسبب في كثير من الضغوط النفسية على الضحايا الأبرياء وإضعاف للعلاقات الاجتماعية بين أعضاء المجتمع الوطني, وفي المحصلة الأخيرة, تقنين استخدام ديمقراطي وسلمي وبناء لشبكات التواصل الاجتماعي في الكويت لا يعني بالضرورة الحد من حرية الرأي والتعبير , وخصوصا أننا في الكويت لدينا أصلاً مساحات واسعة من الحرية يمكن لمن يشاء استخدامها بشكل إيجابي بهدف تطوير المجتمع وبث مزيد من الخطابات الوطنية البناءة. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق