الى متى تستطيع ما تسمى الاغلبية الصمود في معركة غير متكافئة وغير مقنعة تخوضها بلا اسلحة فتاكة ولا ارض سهلة..؟!!
لعلي اتصور ان هذه التي تسمى بالاغلبية قد خسرت المعركة قبل خوضها وكان عليها وخاصة على قادتها او قيادتها دراسة ارض المعركة قبل ان تغامر بسمعتها وتراهن على الفوز في اجواء شعبية مستاءة ومتذمرة بل يكتنفها الغثيان والغضب..
كان رهان الاغلبية ينصب على القواعد الشعبية الشبابية وجماهير المناطق الخارجية وهو ما لم يكن صحيحا، فجماهير المناطق الخارجية اكثر استياء وتذمراً من الممارسات الخاطئة للاغلبية خاصة انه لا توجد قضية وطنية مركزية للمعركة حتى تلتف هذه الجماهير وتتفق عليها فمعركة الدوائر الانتخابية على سبيل المثال هي معركة خاصة تهم افراد تلك الاغلبية الذين يعلمون جيدا ان سقوطهم في الانتخابات المقبلة في ظل تغيير الدوائر مؤكدة بل لن يبقى لهم ذكر على الساحة السياسية بعد ذلك بل سيجرون ذيول الخيبة والخسران الى الابد..!!
كانت هناك فرصة جيدة ومناسبة امام الحكومة ومؤيديها والمعارضة لتعديل الدوائر على اساس التوافق والرضى والتراضي لو توافرت الثقة والاتفاق على المصلحة العامة، فعلى الرغم من ان معركة الدوائر قضية سياسية وليست قانونية او دستورية الا ان الاتفاق كان يمكن ان ينهي المعركة مبكرا دون اللجوء او الرجوع للمحكمة الدستورية ودون الحاجة لاستعمال الضغوط والتهديد بالشارع وخوض غمار المعركة خاسرة.
ان علة الخلاف والنزاع بين الناس هي الثقة فمتى ما انعدمت الثقة انقطع الاتصال والتواصل وانفطرت النفوس المتصالحة سيما ان المعركة او الصراع لا يتمحور على المصحلة الوطنية العامة التي تفيد الاستقرار وحاضر ومستقبل المواطنين، وانما هو صراع يتمحور حول المراكز والمناصب والكراسي، اي انها صراعات شخصية بايحاء انها قضية وطنية وشعبية.
الآن في ظل تراجع رصيد الاغلبية وفي ظل انكشاف الحقائق لم يعد التهديد او التخويف بالخروج الى الشارع واحتلال الساحات والزعيق والنعيق واستخدام الصوت العالي مجديا وكذلك مطالب السقف العالي بالامارة الدستورية والحكومة الشعبية وغير ذلك من المطالبات الحلمنتيشية المضحكة مجدية فاحتلال الساحات قد بات بضاعة بالية تكاد تفقد رواجها واما مطالب الامارة الدستورية والحكومة الشعبية فقد عادت على الاغلبية عكس ما كانت تتوخاها بل لعلها كانت تجديدا للبيعة بالنظام وبأسرة الحكم.
يجدر بالاغلبية ان تعيد قراءة اوراقها وتعترف بخسارتها للمعركة امام منطق الحق والارادة الشعبية الواعية التي لم تعد تصدق ألاعيب وحيل ودجل التكتل الشعبي وحدس وخاصة ان تصريحات وتعقيبات اعضاء الاغلبية بجريان الدم في الشوارع والتهديد بالربيع العربي قد زاد من تراجع شعبيتهم الى الحضيض ولهذا ففي الانتخابات القادمة لن يكون لغالبية الغالبية حظ للفوز بل وحظ حتى في خوض الانتخابات ولذلك فاذا كان بعض اعضاء الاغلبية قد اخذ يهدد بعدم ترشحه للانتخابات اذا عدلت الدوائر فذلك لمعرفته المسبقة انه لن يفوز لانهم في الاساس لم يملكوا قواعد شعبية ولا تميزوا تحت قبة البرلمان بموضوع حيوي.
ولعل من حق المواطن الكويتي وتحديدا الناخبين ان يسألوا ماذا قدم هؤلاء للوطن وللمواطن حتى اذا فشلوا او امتنعوا عن الانتخابات بعد ذلك خسارة فماذا قدم من انجازات علي الدقباسي في المجلس حتى يهدد بعدم خوضه الانتخابات اذا عدلت الدوائر الانتخابية؟ وماذا قدم وليد الطبطبائي والوعلان وفيصل المسلم وضمير الامة مسلم البراك؟ وعراب الاغلبية احمد السعدون وغيرهم من اعضاء الاغلبية البائسة، تعالوا اعطونا انجازاتهم العظيمة في تنمية ونهضة الكويت حتى نتحصر على امتناعهم او غيابهم من الندوة البرلمانية..
ان الكويت رغم صغرها وقلة سكانها لكنها ولادة ومليئة بالكفاءات والعناصر الشبابية الجديدة بتبوء المراكز القيادية والبرلمانية فليرحل هؤلاء التأزيميون ولنبني كويتا جديدا، كويتاً يقوده الشباب والفكر المتجدد.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق