عندما يتحول السياسي من ممثل للامة الى ممثل عليها، ومن مدافع عن حقوقها الى ناهب لمكتسباتها، ومن مشارك في البناء الى معول هدم وتخريب، ومن وكيل عن ناخبيه يرعى مصالحهم ويدافع عن حقوقهم ويعمل من اجل مستقبلهم واجيالهم القادمة الى وكيل لجهات سواء خارجية او داخلية تحركه كما تحرك حجر الشطرنج، فان مستقبل الوطن يكون في خطر حقيقي لان الذئب قد تخفى برداء الحمل وصدقت الناس دموع التماسيح واعتقدت ان الليث يبتسم لها عندما كشر عن انيابه.
اخطر ما يكون على مستقبل الامة عندما يسمح نظامها الانتخابي بوصول المرتشين واصحاب المصالح الى البرلمان فتتحول الى ساحة صراع من داخلية الى دولية وتنقل معارك الاخرين الى ارض غير ارضها. ما حدث في لبنان من اعتقال النائب والوزير السابق ميشال سلامة بتهمة نقل متفجرات وعبوات ناسفة في سيارته من سورية الى لبنان وتسليمها الى مصدر متخفى من اجل احداث تفجيرات واغتيالات في لبنان لشخصيات سياسية واثارة معارك طائفية كما سرب من اعترافات منسوبة له -لنقل الاحداث من سورية الى لبنان- ان ثبت ذلك فهذه قمة الخيانة الوطنية. الخيانة السياسية موجودة في الكثير من المجتمعات خاصة تلك التي يكثر فيها الفساد، وتضعف فيها الانظمة القانونية الوقائية، كقوانين كشف الذمة المالية ومحاربة الفساد وكذلك الاختلال بالنظام الانتخابي الذي يسمح بنجاح امثال هؤلاء الفاسدين كما يسمح بضخ المال السياسي من الداخل والخارج للسيطرة على مخرجات العملية الانتخابية فيكون النائب اليد الطويلة التي يستخدمها الغير من اجل تحقيق مصالحهم على حساب مصالح الوطن او عرقلة التنمية لمصالح دول خارجية او احداث الاضطراب السياسي وتشويه الممارسة الديموقراطية حماية لمصالح الاخرين لذلك ونحن نعد لنظام انتخابي جديد يجب ان نضع كل هذه الاعتبارات في اذهاننا حتى لا تكون الساحة السياسية في الكويت مرتعا للعبث الداخلي او الخارجي. ملحوظة اخرى تبين دور وقوة الاستخبارات الاميركية في المنطقة ففي عام 2007 منعت الادارة الاميركية دخول سلامة اراضيها بحجة الشكوك في تورطه باعمال من شانها زعزعة الامن في لبنان ورعاية الارهاب وترسيخ السيطرة السورية في لبنان وهذه الاعمال كما يراها الامريكان تلحق الضرر بالمصالح الاميركية.
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق