عبدالرحمن العوضي: من نناشدهم فى آذانهم وقر

كعادته السنوية تفضل صاحب السمو الأمير في العشر الأواخر من رمضان بخطابه المعهود، وقد شعرت أثناء متابعتي للخطاب بنبرة صوت صاحب السمو أن همه كبير وأنه يتكلم من قلبه كعادته. وأهم ما ورد في الخطاب هو أن صاحب السمو الأمير أكد على الوحدة الوطنية وعدم المبالغة في مطالب المعارضين وأمله في أن يتفق الكويتيون على مطالبهم ولا يكون هناك أي مبالغة دون مبرر من أي فئة لأننا جميعا كويتيون أولا ولا فرق بين من ينتمي إلى قبيلة أو ينتمي إلى طائفة أو ينتمي إلى فئة معينة، أو أنه فرد عادي كل ما يهمه سلامة الوطن وصيانة الحكم وعدم إثارة أي كلام يهدد الميثاق العظيم الذي يربط الشعب الكويتي بحكامه. وثبت ذلك في دستور متقدم جدا حدد صلاحية كل فرد وعلاقته مع السلطات المختلفة وعلى علاقة الجميع بصاحب السمو. إنه ميثاق متميز في توازن دقيق يتشكل منه الدستور الكويتي الذي وضعه نخبة من أهل الكويت قبل خمسين عاما.
هذه الحقيقة يجهلها الكثير من المعارضين، ولا أعرف من أين أتوا باسم الأغلبية، يطلقونها على أنفسهم لأنهم كانوا أغلبية في المجلس المنحل الذي صدر فيه حكم من المحكمة الدستورية. لذا لا يجوز أن نتكلم عن أغلبية مجلس غير موجود. وحتى في ذلك المجلس فهم ليسوا بالأغلبية، إنما هم مجموعة اتفقت مصالحهم رغم الخلافات الكبيرة بينهم على زعزعة الحكم في الكويت. ومهما يقال لهم أو ينصحهم أي فرد حتى لو كان صاحب السمو الأمير الذي عجز سموه عن النصح في كثير من الخطابات التي ألقاها في المناسبات المختلفة وخاصة في خطابات سموه في العشر الأواخر من رمضان. كل هذه الخطابات تنسجم مع رؤية صاحب السمو الأمير لوحدة الكويت وتلاحم الشعب مع الحاكم، والابتعاد عن كل ما يثير الفتنة. وكان في بعض الأوقات خطابه مباشرة إلى فئة معينة أو قضية معينة، ولكن رغم ذلك فإن آذان المعارضة لا تسمع ولا تتعظ.

الخلاف الحقيقي بين رؤية غالبية الكويتيين، وهؤلاء المعارضين هو أنهم يقدرون العلاقة المتميزة بين الحاكم والمحكوم، ويجب أن نعرف ذلك متجنبين التطاول أو الغمز أو اللمز، إن هذا الأسلوب مرفوض كما أنه في كل ديوانية هناك عدم رضا عن تصرفاتهم. ولكن العجيب أنه في أي انتخابات ينسى أهل الكويت هذا الضرر الكبير الذي تسببه هذه المعارضة، ومع الأسف الشديد، يعاد انتخاب البعض منهم رغم معرفتهم بسوء البعض. وهذه ظاهرة غريبة تحتاج إلى دراسة ميدانية تبين أسباب الاختلاف بين الظاهر والباطن، فهو أمر عجيب ومخيف ولا يطمئن.

صاحب السمو الأمير كلامه مطاع ورغباته أوامر يمتثل لها جميع أبناء الكويت المخلصين، ولن يأتي اليوم الذي يخون فيه أهل الكويت العهد مع أسرة آل الصباح الكرام، لأنه عند أي اضطراب لهذه العلاقة الحميمة معناه ضياع الكويت لا سمح الله.

هؤلاء الناس يا صاحب السمو يعتبرهم أغلبية الكويتيين أنهم ضالون أعمتهم السلطة والتسلط وأغرتهم طيبتكم وسعة صدركم وتمردت على كل شيء. فهم لا يعترفون بأي قواعد أو أصول تضمن الحكم واستقرار الكويت.

هذه الظاهرة غريبة على الكويت ولم نعهدها أبدا، وخوفي شخصيا هو خوف أهل الكويت، لأنها قد تكون تنفيذا لأجندة خارجية لا ترضى باستقرار الكويت وأياديهم العابثة تحاول أن تزعزع هذا الميثاق العظيم المتميز بين شعب الكويت وحكامها.

لقد اختلفنا كثيرا في أمور مختلفة، ولكن لا أرى أن هذه الفئة لها توجهات لصالح الكويت إنما همها الإضرار بالكويت وتخلفها وهذا واضح جدا في اطروحاتها التي لا تخرج عن مصالح فئوية ورغبة في التسلط على الجميع لتسيير أمورها ولو كان في ذلك ضرر على الكويت.

يا ناس، احذروا ما يحصل ولا تدغدغ المشاعر عواطفكم واحذروا أن هذه التوجهات جميعها ليست في صالح الكويت ولا الكويتيين، فلنرفض اطروحاتهم ولنقف جميعا صفا واحدا ضد هذا التيار الخطير، وأن يوثقوا ميثاقنا مع صاحب السمو الأمير بصورة أفضل ولا نقبل أي لعب مع دستورنا ولا أي توجه غريب لم يتعود عليه أهل الكويت.

لا فض فوك يا صاحب السمو، كعادتك كنت متميزا وصريحا ومباشرا توضح لنا المخاطر التي تحوم حول الكويت، ولكن بعض من تريد أن توليهم، هم في صراع مع أنفسهم ومع الحق ولا يريدون أن يحل الباطل محل الحق. وكما ذكرت أن في آذانهم وقرا وهم لا يسمعون. سامحهم الله وأرشدهم الى ما فيه الخير والعلو إلى طريق الصواب، وكفوا عن هذه المغالطات والمطالب التي تستهدف زحزحة حكمنا ونظامنا الاجتماعي.

حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، وعسى أن يأتي علينا عيد سعيد تعم فيه البركات على الجميع، وتتحقق آمالنا وتسير الكويت بشعبها الى بر الأمان، وعلى الله التوفيق.
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.