نجاة الحشاش: كلمات وكتابات كطلقات الرصاص

رسالة استوقفتني وأنا اقرأها حول ( أثر الكلمة ) التي ننطقها أو نكتبها فكلاهما له نفس التأثير على من يستقبلها تقول الرسالة «الكلمة سلاح خطير يجب أن نتعامل معهـا بكل عناية وحـذر، حتى لا نقتل أحـداً ما، أو نتسبب له بضرر بالغ، أو إعاقة نفسية مزمنة. هل لنا أن نتحكم ونراقب مسدسـات أفواهنـا وأقلامنـا حتى لا تـنطلق منها كلمة قاتـلة؟؟ وإن لم تقتـل فلا بد أن تجرح بعمق!! كم يقـتـل الصمت فينا من أشياء، ولكن ما يقتله الكلام أكثر.لن نخسر شيئـاً حين نقول كلمـة، ولكن نخـسر الكثير حيـن تفلـت منا كلمة جارحة تحطـم قـلـب، وتـؤذي نفـس، وتترك بصمة مؤلمة بالذاكرة، ومخزونا قـاســيا مـــن الذكريات الحـزينة. نخسر إنسانا ربما لن تعوضه لنـا الحيـاة فـي الأيـام المقبلة. نخـسـر قـلـبا ربما لن نـجـد مثله فيما بعد. نخسر راحة ضميرنا، وراحـة أنفسنـا، والكثيـر مـن حسناتـنا»». إلى هنا انتهت الرسالة ولكن عقلي لم يتوقف بالتفكير حول الكم من الكلمات التي تخرج من أفواهنا أو تخطها أقلامنا دون الاهتمام باختيار مفرداتها أو معانيها قد أصابت قلوبا كم كنا نحبها ونعشقها وتسببت في فراقنا عنها؟؟ وحول تلك الكلمات التي يكتبها أصحابها أو يتلفظون بها ظلما وبهتانا لإرضاء أصحاب الكراسي والمناصب والنفوذ قد أطاحت بأناس وزجت بهم بالسجون ظلما.
كم من كلمات تكتب دمرت قلوبا وبيوتا وشعوبا؟ فعلا هناك كلمات كالمسدس القاتل وهناك كلمات كالدواء الشافي.. وفي الحقيقة أن كلماتنا وألفاظنا تعبر عن أخلاقنا وعما بداخلنا من وقيم وتربية، فكما نعير لمظهرنا ولملابسنا اهتماما كبيرا ونصرف مبالغ باذخة من اجل أن يرانا الآخرون بأحسن مظهر وشكل، فلا ننسى أن نشتري أيضا معاجم لغوية لكلماتنا ونختار منها الأفضل سواء إذا أردنا أن ننصح أو ننتقد أو حتى نذم الآخرين، فهناك معاجم لغوية كثيرة تحتوى على معانٍ ومرادفات جميلة التعبير وراقية الأسلوب ولها تأثير كلمات الرصاص نفسه، ولكن وقعها أقل ألما ونفعها اكبر. فكلماتنا هي أروع الأشياء لتواصلنا، فيها نفرح شخصا وبها تدعو ربا وبها نخفف على الناس ألما، فلنحسن اختيار كلماتنا وكتابتنا لكي لا نخسر بعضنا.
قال تعالى : (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا)، وقال رسولنا الكريم ( إن أحدكم ليتفوه بالكلمة في رضا الله لا يلقي لها بال يرفعه الله بها درجات… وان احدكم ليتفوه بالكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً ) وكما قال الشاعر : (وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه،،فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك فى القيامة ).
أتقدم بخالص التهنئة العطرة بمناسبة عيد الفطر السعيد أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات، وأسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا. وأن يعود شهر رمضان علينا في العام المقبل والكويت وجميع المسلمين بخير وأمتنا العربية بأحسن أحوالها… وتقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك.
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.