محمد السبتي: صناعة الحزن لا صناعة دراما

في مسلسلاتنا الكويتية رغبة غير طبيعية في إنشاء حالة الحزن، وتمثيل هذه الحالات بأقسى صورها، وكأن من سيفوز من المسلسلات هو من يستطيع ابكاء المشاهد اكثر او خلق حالة الحزن فيه.. المشكله انهم يصورون للمجتمع ان هذا هو فن الدراما.. الحزن والبكاء لا غير.
للأسف أصبح الحزن والقلق والمشاكل هو الجو السائد لدى اغلب افراد المجتمع، ولذا فإنهم لا يستمتعون بسواه من المسلسلات أو عموم الفن. لا بد ان تخدم الفكرة نفسها، اما حزن او مشاكل، لا ندري هل الفن هو من أثر على المجتمع، أم أن المجتمع هو من خلق هذا الفن… لكن المؤكد أن للفن دوراً في المجتمع وتأثيراً، وكان الأولى به ان يكون غير ذلك تماما.
لعل السبب يكمن في ما طرحناه اكثر من مره في ما يسمى بدوائر الارتياح، اذ ان اكثر الناس اليوم يرتاحون بالمشاكل والقلق وحالات الحزن.. يسعدون بهذه المشاعر ويكرهون الفرح، ولعل هذه الدوائر هي من تجعل مؤلف العمل الفني ينحى للحزن لرغبة الجمهور به.. لكن هذا مسلك خطير فبدل توجيه المجتمع من قبل الفن وغيره من روافد الثقافة.. أصبحت هذه الروافد تتلقى تعليماتها من المجتمع… وهذا اخطر ما في الموضوع.
غير صناعة الحزن في اعمالنا الدرامية، هناك ملاحظة اخرى استرعت انتباهي بشكل كبير جدا، وهي كثرة الصراخ وارتفاع الصوت اثناء الحوارات بين الناس، ان كان هذا السلوك هو السائد في المجتمع، فما أجمل ان يأتينا عمل فني يعيد لنا رشدنا ويمثل لنا كيف نتحاور بهدوء واحترام، لأن وقتها ممكن لهذا العمل ان يكون مؤثرا جدا على سلوكياتنا… وان كان هذا السلوك المصور في هذه الأعمال غير صحيح فمن الجريمة تصوير المجتمع بهذا الشكل المقزز والذي لا يتحاور افراده الا بالعويل والصراخ.
صناعة الحزن صناعة خطيرة يجب ان تتوقف ونهائيا.. يجب ان نستبدلها بدراما هادفة منصفة للمجتمع غير ظالمة له. lawyermodalsbti
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.