ساهر الليل .. بعيون صحيفة الواشنطن بوست

صحيفة «الواشنطن بوست» سلطت الضوء على مسلسل «ساهر الليل» الذي بث على شاشة «الراي» خلال شهر رمضان المبارك، وذكرت في مقال عنونته «مسلسل تلفزيوني كويتي عن الوحدة يثير الجدل حول الخلافات السياسية الراهنة».
وتسلسلت الكتابة في «الواشنطن بوست» عن «ساهر الليل» كالتالي:
دأبت الأسر في الكويت على الحرص في كل ليلة على الجلوس أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة أحداث مسلسل درامي تلفزيوني يعرفون نهايته سلفا ألا وهي أن القوات العراقية سيتم طردها (من الكويت) وستتم اعادة بناء الدولة. لكن المسلسل الذي تدور أحداثه في 30 حلقة حول الغزو العراقي في العام 1990 أصبح أكثر من مجرد اعادة سرد لوقائع ذلك الاحتلال ولأحداث حرب الخليج «حرب تحرير الكويت» التي كانت قصيرة لكنها كانت مكثفة.
فالمسلسل يشاهده كثيرون في الكويت باعتباره يعيد الى الأذهان ذكريات روح الوحدة الوطنية بينما تعيش الكويت حاليا دائرة تكاد تكون غير منتهية من التشاحن القبائلي والمصادمات السياسية بين أبناء الأسرة الحاكمة المدعومة من جانب العرب وبين الاسلاميين المحافظين الذين يريدون أن يفرضوا اجراءات معينة مثل منع الحفلات الغنائية العامة ومنع النساء من المشاركة في البطولات الرياضية الكبرى. والى جانب ذلك فإن التوترات الناجمة عن مواجهات دول الخليج ضد امتداد النفوذ الإيراني.
مسلسل «ساهر الليل» هو المحاولة الأكثر طموحا من جانب شبكة تلفزيونية كويتية لإعادة إلقاء الضوء على أحداث الغزو العراقي وما أعقبه من احتلال دام لسبعة أشهر تقريبا. ويتتبع المسلسل وقائع حياة أسرة كويتية ممتدة قوامها ديبلوماسي كويتي متزوج من عراقية وابنهما ضابط الجيش الذي يقع أسيرا لدى العراقيين، بالاضافة إلى أبناء وأقارب الديبلوماسي المنضمين الى المقاومة الكويتية بمن فيهم واحدة يقبض عليها جنود صدام حسين ويعذبونها.
وفي شتى أرجاء العالم الاسلامي، تعتبر المسلسلات التلفزيونية من أساسيات شهر رمضان. وعادة ما تستمد قصص تلك المسلسلات موضوعاتها من التاريخ الاسلامي سعيا إلى استمداد قصص تدور حول الشجاعة والخيانة. لكن هذا المسلسل الكويتي («ساهر الليل») يتناول صراعا لم تندمل جراحه بشكل كامل حتى الآن ولا سيما في ما يتعلق بقضايا من بينها المفقودون الكويتيون.
وقال مؤلف وكاتب سيناريو المسلسل فهد العليوة إنه حاول أن يبتعد عن التعقيدات والتناقضات السياسية التي صاحبت فترة الاحتلال العراقي للكويت.
وعوضا عن ذلك، سعى العليوة إلى الاحتفاء في العمل التلفزيون بـ «الأساطير» الوطنية المتعلقة بالمقاومة والكرامة الوطنيتين اللتين استمرتا باصرار طوال فترة الاحتلال، وذلك بطريقة تشبه الى حد كبير الأعمال الدرامية الملحمية التي أنتجتها هوليوود خلال الستينات حول حقبة الحرب العالمية الثانية وهي الأعمال التي كان تبرز الجنود الأميركيين في سياق وطني بطولي دائما.
وقال العليوة الذي كان في السادسة من عمره عندما اقتحمت دبابات صدام حسن الحدود الكويتية في الثاني من أغسطس 1990: «في هذه الأوقات المضطربة التي تمزق فيها الطائفية مجتمعنا، وجدت أنه من المهم جدا تذكير الناس بزمن كانت كل خلافاتهم ليست مهمة بل كان الأهم بالنسية لهم هو ما يجمعهم وما يتفقون عليه، ألا وهو وطنهم».
ولكن على نحو غير مباشر، تبدو رسائل الوحدة الوطنية (التي يسلط المسلسل الضوء عليها) متناقضة بشكل واضح مع الانقسامات القائمة حاليا في الكويت.
فالبرلمان الكويتي – الذي يعتبر الأقوى سياسيا بين نظرائه على مستوى دول الخليج – عالق حاليا في متاهة، وهي المتاهة التي تشتمل على مزاعم حول ممارسات فساد واسعة النطاق. وقد تسببت المقاطعات من جانب نواب مجلس الأمة (العائد) إلى دفع الدولة أقرب إلى انتخابات جديدة محتملة، وهي الانتخابات التي كان الفوز حليفا فيها لجماعات المعارضة الاسلامية في التصويت الأخير الذي أجري في فبراير الماضي.
المصدر جريدة “الراي”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.