خالد الجنفاوي: التشكيك في الولاء فتنة

أعتقد أن تضليل الرأي العام يمكن أن يأخذ أشكالاً مختلفة لعل أخطرها بث الاشاعات المغرضة, وبخاصة تلك التي تشكك في ولاء شريحة من شرائح المجتمع الوطني. فمحاولة تشويه الوقائع الاجتماعية والإنسانية ولاسيما في ما يتعلق بالوحدة الوطنية وبولاء بعض أعضاء المجتمع لبلدهم هو أشر من القتل. فالتشكيك في ولاء أي مواطن ولو, بشكل غير مباشر, يهدم أسس الوحدة الوطنية ويبث عدم الثقة في النسيج الاجتماعي وسيؤزم العلاقات الإجتماعية بين المواطنين. وهذا العمل السيء فتنة لأنه يُشعل في القلوب أحقاداً وأضغاناً ما كانت لتتبرعم شراً ما لم يعمل أحد أو بعض الطائشين وقليلي الحكمة على ترسيخها في الذهن المجتمعي العام. فنتيجة إما للغباء الشديد لمطلق الاشاعات المغرضة ضد أحد أو بعض أبناء الوطن, وإما نتيجة للحقد الأسود الدفين في قلوب البعض القليل, يخرص هؤلاء زوراً وبهتاناً ضد من يشاركونهم الهوية الوطنية الواحدة, وينتمون إلى المجتمع نفسه ويتمتعون بالحقوق والواجبات والمسؤوليات الوطنية المشتركة نفسها.
إضافة إلى ذلك, التشكيك في الولاءات الوطنية للناس الآخرين يدل على سوء نية مطلق الاشاعات المغرضة, وعدم احترامه أو تقديره للروابط الاجتماعية والعائلية والوطنية بين أبناء الوطن الواحد. ولذلك, فمن لا يعير اهتماماً كبيراً لأهمية الحفاظ على روابط التعاطف المشترك والتآلف الأخوي بين من ينتمون إلى مجتمع وطني واحد لا يهمه كثيراً ما سيؤول إليه وضع وطنه. فبالنسبة إلى هذه النوعية من النفر المغرضين, الحصول على مزيد من التركيز الاعلامي والبقاء أطول فترة ممكنة تحت الأضواء هي الأهداف الفعلية التي تدفعهم للهذر الباطل والتقول على الناس الآخرين, وفبركة السياقات والأوضاع المحلية بشكل يتناسب مع عقليتهم الضيقة والكارهة للآخر. ومن هذا المنطلق, فلا ينفع مع من يشكك في ولاء أبناء وطنه النصح أو الارشاد أو حتى التأنيب الشديد, بل من المفروض أن تحرص الحكومات على وأد شر الفتنة إذا بدأت تطل برأسها القبيح. فالعلاج الفاعل والأقوى لشرور الفتن هو الحرص كل الحرص على تطبيق القانون وبحذافيره وبخاصة ضد من يعارضون السلم المجتمعي ومن ينشرون القلاقل والاضطرابات والكراهية في مجتمعهم.
بل أدعو شخصياً حكومتنا إلى الحرص أكثر من قبل على تطبيق قوانين النشر والطباعة وكل القوانين المتعلقة بتنظيم “حرية الرأي والتعبير” في الكويت ضد المشككين في ولاءات بعض أهلنا وبعض أبناء وطننا. فهذه الطغمة الفاسدة (مروجو الاشاعات والمشككون) شر ما بعده شر. والله المستعان.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.