سامي خليفة: عيد بأية حال عدت يا عيد

مع انتهاء شهر رمضان المبارك ورحلة الثلاثين يوما التي كنا جميعا في ضيافة الرحمن بدأنا فيها بالطاعة والعبادة وختمناها بالتوسل وطلب المغفرة، ها هو اليوم نستبشر خيراً ونحن نقدم على عيد الفطر السعيد، عيد المسلمين الذي يمثل ذروة التقارب بين كافة أهلنا في الكويت، ويجمعهم على كلمة سواء حيث الفرحة كل الفرحة بانتشار الروح العبقة والنفس الزكية التي تاب الله تعالى عنها، وهي تعيش ذروة الإخلاص والتهجد لجلالته في ليالي العشر الأواخر. تخيل أخي القارئ في تلك الأيام المباركة يظهر علينا من النواب من يخوّن طائفة من المجتمع ويتّهمها بنيتها «المبيّتة» للانقلاب على الحكم في الكويت، دون ذكر دليل ملموس أو تبيان أثر محسوس! ثم يتوارى فجأة عن الإعلام ليظهر نائب آخر يمثل نفس الطعم واللون والرائحة، فيمارس الاستهداف نفسه ضد أبناء الطائفة نفسها وبلغة التشكيك والتخوين، محرّضا الحكومة على مواجهة «جيش الاحتياط الطائفي» -كما يزعم- الذي يشتري السلاح من «بنيد القار» استعدادا «لساعة الصفر»! إنا لله وإنا إليه راجعون.
تخيل أخي القارئ، أهل الكويت وهم في قمة سعادتهم مستبشرين بحلول عيد الفطر السعيد، كيف يكون حالهم وهم يتلقون تلك السموم التي أقل ما يمكن وصفها أنها هراءات تنم عن حقد دفين وكراهية بغيضة، لا يمكن أن يفكّر بها أصلاً من شرح الله قلبه في هذا الشهر الكريم، ناهيك عن التلفظ بها أمام مسمع ومرأى الرأي العام. ونحن هنا لا نملك إلا التبرؤ من تلك السلوكيات الشاذة التي تضر مستقبل العيش المشترك، وتدفع البلاد والعباد إلى الاحتقان الطائفي البغيض، وتؤسس لمنهج الفتنة بين أبناء البلد الواحد، بل أكثر من ذلك حين نرى أن كل ما بنته الحكومة في حملاتها الإعلامية وخطابها التعليمي يُهدم اليوم من خلال نواب ضيقي أفق فاقدي بصيرة، ممّن ختم الله على قلوبهم فلم يعودوا يفرقون بين ما يفرّق، وبين ما يجمع.
لذا عذراً أيها القارئ الكريم، فقد كنا نتمنى اليوم أن نكتب عن معالجات بناءة للمعضلات التي تمر بها بلادنا بشكل عام، وبروح تفاؤلية تتناسب والمناسبة الكريمة التي يمر بها المسلمون اليوم، ولكن كيف ذلك وهذه الفئة من النواب ذات الصبغة الطائفية من أعداء السعادة، بات شغلهم الشاغل تحريض الناس على مواجهة بعضهم بعضا، وتدمير كل أواصر المحبة والترابط الاجتماعي بينهم.
أما أنت أيها العيد «السعيد»، فكل العذر ونحن نرى كيف يسعى نفر من بني جلدتنا إلى تعكير صفو فرحتنا بك، وكيف يسكبون الزيت على نار الفتنة الطائفية، وشق الصف الوطني وتعكير السلم الأهلي. فلك العذر كل العذر على سلوكهم القبيح والرائحة الكريهة التي تفوح من تصريحاتهم في هذه الأيام المباركة.
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.