“عقد اعضاء كتلة “الاغلبية” اجتماعا في ديوان النائب د. فيصل المسلم حضره 23 عضوا, وذلك للتباحث والترتيب للنزول للشارع تلبية لدعوة »نهج« يوم الاثنين المقبل بساحة الارادةî (الان 23/8/2012).
ارفض شخصيا اعلان النزول للشارع تلبية لأي دعوة مهما كان مصدرها وذلك بسبب ما اعتقد انه ربما سيؤدي الى الاخلال بالامن ويزيد من وتيرة التناحر الانتخابي. ومن هذا المنطلق, ادعو الحكومة للاستفادة من الهدوء النسبي في الفترة الحالية ومحاولة كسب مزيد من تأييد الشارع الكويتي عبر الاسراع في اتخاذ قرارات ذات طابع شعبي بحت. فما يجري حاليا في ساحتنا المحلية يشير الى ان ما يدفع البعض لمزيد من التازيم والمبالغات هو بشكل او بأخر محاولة “كسب الشارع” والاغلبية الصامتة عبر تسويق الطروحات الانتخابية التي تدغدغ مشاعر الناس.
على سبيل المثال, من المفروض ان تكسب الحكومة مزيدا من التأييد عبر الاستمرار في طرح حلول عادلة وناجحة لأزمة قروض المواطنين. فالتخفيف من الاعباء المالية على المقترضين المعسرين يجب ان يستمر برنامجا وطنيا يتطور وفقا لحاجات ومتطلبات الاوضاع الاقتصادية المتقلبة. اي بمعنى اخر, من الممكن ان تفسح الحكومة المجال لجعل مساعدة المقترضين المعسرين اكثر شمولية من السابق, او على الاقل تسديد جزء كبير من الفوائد. اضافة الى ذلك, لماذا لا تبدأ الحكومة في ايجاد حلول سريعة لأزمة السكن في الكويت عن طريق توزيع الاراض المملوكة للدولة كبديل جاهز للمشاريع الاسكانية الكبيرة. بل من المفروض ان تركز الحكومة جل جهدها على معالجة الصعوبات المالية التي تواجه كثيرا من المواطنين كتشديد الرقابة على التلاعب بالاسعار. وتمكين المواطن الكويتي كذلك من الاستفادة القصوى من الخدمات الصحية العامة بدلا من اتجاه الكثير نحو المؤسسات الصحية الخاصة.
ولعل عنوان المقال “الحكومة وكسب الشارع الكويتي” يبدو فضفاضا نوعا ما, ولكن ما يُعِدُّ له بعض المؤزمين يجري وفق معادلات انتخابية بديهية. فلا يزال هؤلاء يتنافسون مع بعضهم ومع الاخرين وضد الحكومة لعكس فكرة نمطية متكررة: “نحن وليس الاخرون من نفهم ونستوعب مطالبات الشارع الكويتي ونعمل لصالحه” ! فمن المنطق اذا, وما دامت العقلية الانتخابية لمعارضي الحكومة تنطلق من بديهيات شعبية بسيطة جدا كمحاولة كسب مزيد من التأييد الشعبي لمواقف وأطروحات معينة, فلماذا لا تحاول الحكومة كسب الجولة مرة اخرى, وبخاصة انها تتمتع بقدرات وآليات تنفيذية يفتقدها معارضوها? فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق