مبارك الهاجري: تفكك… الغالبية

هددوا بالمقاطعة في حال تم تعديل الدوائر، متبعين خُطى «حدس»، كثير من الناس ظن أن «الشعبي» يقود حملة ما يسمى بالغالبية، فانكشف ما لم يتوقعوه، القيادة بيد الحدسيين، والشعبي في الصف الثاني، بعدما كان في المقدمة، ولهذا ترى الانسجام غير الطبيعي وغير المعتاد بين التيارين لأجل هدف واحد، الخروج إلى الشارع وإشاعة الفوضى واستغلال كل الفرص لعرقلة تعديل الدوائر، تعديل فرضه الواقع المؤلم والظلم الفادح في حق المجتمع بأطيافه وألوانه في نظام الخمس الجائر، حيث المحاصصة المقيتة، وهذا ما جعل كثيرا من الأصوات تتعالى، منادية إلى تعديل الهرم الانتخابي المقلوب، إقرارا للعدالة الاجتماعية، كما كان في العقود السابقة بدلا من الوضع القائم الذي جلب الفتن والأزمات الحادة والمشاكل السياسية المتتالية، واختزال التشريع في فئات بعينها، حتى اعتقد البعض أنه من يقرر مصير البلاد والعباد!
على الحكومة ألا تعلق الآمال العريضة على الشعبي وحدس، وليكن همها الأكبر، الإنجاز بالأفعال، بعيدا عن المماطلة والتلكؤ، وسد الثغرات التي يدخل منها الانتهازيون من النواب، وتغلق معها أبواب المساومات، التي كانت مفتوحة طيلة الأعوام الماضية، والتي أدت بدورها إلى الوصول إلى الدرك الأسفل من التخلف والتراجع في كل شيء، حتى صار القرار بيد بعض النواب، وليس بيد الحكومة!
ما يسمى بالغالبية في حال تفكك تدريجي، نتيجة الديكتاتورية التي يتعامل بها بعضهم مع زملائه، ومحاولته فرض رؤاه دون غيره، كالحدسيين والشعبويين، الذين يؤمنون بالنظرية الفرعونية، ما أريكم إلا ما أرى، ما جعل غالبيتهم تتهاوى بسرعة، وهذا إيذان بعودة الأمور إلى طبيعتها، وفي عودة نظام الدوائر القديم، صمام أمان، بوجه الحزبيين، ومن لف لفهم من طلابة السلطة!

twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.